كتب فؤاد بزي في “الأخبار”:
تستعد وزارة الطاقة في الأيام المقبلة لتسلّم هبة من الوقود، موجهة من الدولة العراقية، عبر شركة النفط « «SOMO، وقدرها 15 مليون ليتر من مادة «الغاز أويل»، قيمتها 10 ملايين دولار. وعلى عكس شحنات «الفيول أويل» العراقي، هذه الهبة قابلة للاستخدام مباشرةً في معامل إنتاج الكهرباء العاملة حالياً، أي الزهراني ودير عمار، من دون الحاجة إلى إجراء أي عمليات تبديل بعد تسلّمها، لأنّ المعامل تستخدم هذا النوع من الوقود للتشغيل. إنما، تنتظر وزارة الطاقة وصول الباخرة لإجراء الفحوصات اللازمة على «الغاز أويل»، للتأكد من مطابقتها لمواصفات الوقود المعتمدة في مؤسسة كهرباء لبنان، بحسب وزير الطاقة والمياه وليد فياض.
أما في حال عدم مطابقة مواصفات الشحنة، لجهة نسبة الكبريت فيها، لمتطلبات معامل الإنتاج، فستبقى وجهتها لبنان، وستستخدم لتوليد الكهرباء، إنما ستحول إلى المولدات، وفقاً لفياض. وإذا كانت نسبة الكبريت عالية، فستستخدم هبة «الغاز أويل» كوقود للتدفئة. وفي كلتا الحالتين الأخيرتين، ستفرغ في منشآت النفط بدلاً من خزانات مؤسسة الكهرباء. وهنا، يلفت فياض إلى أنّ الهبة العراقية الجديدة مشروطة بتحميلها من الموانئ العراقية. بمعنى آخر، لن ترسل إلى المصبات اللبنانية ببواخر عراقية. بالتالي، يعمل فياض على تحديد وجهة استخدامها بغية تحميل الجهة التي ستستفيد منها تكاليف نقلها من العراق إلى لبنان.
ولجهة مخزون مؤسسة كهرباء لبنان من مادة «الغاز أويل». على إثر إفراغ الهبة العراقية في خزانات الكهرباء، يشير فياض الى «وصول المخزون من مادة الغاز أويل في خزانات مؤسسة الكهرباء إلى 110 ملايين ليتر، أي حوالى 93 ألف طن». ويضيف: «ستصل باخرة أخرى محملة بـ47 مليون ليتر، أي 40 ألف طن، من مادة الغاز أويل نهاية تشرين الثاني، وستفرغ حمولتها كاملةً في خزانات دير عمار». وفي كانون الأول المقبل، يتوقع فياض خروج بواخر إضافية من الموانئ العراقية محملة بحوالى 240 ألف طن من الفيول الأسود. سيعمل على استبدالها بـ120 ألف طن من مادة «الغاز أويل».
وتفيد هذه الأرقام بأنّ مخزون «الغاز أويل» في خزانات مؤسسة الكهرباء بعيد جداً عن النفاد، بل يقترب من حدوده القصوى، ولا سيّما مع استمرار كهرباء لبنان بانتهاج سياسة عدم رفع الإنتاج بغية التخفيف من صرف الوقود. أو لعدم قدرتها الآن، وبسبب ظروف الحرب على إصلاح كامل الأعطال على الشبكة. بالإنتاج الحالي من الكهرباء الذي يصل إلى 450 ميغاواطاً، تصرف المعامل الحرارية في دير عمار والزهراني يومياً 1.7 طن من «الغاز أويل». بالتالي المخزون الحالي الموجود، والمقدر بـ93 ألف طن، يكفي لـ54 يومياً في حال استمرار الإنتاج على وتيرته الحالية المنخفضة.
وفي حال إنجاز أعمال الصيانة على إحدى مجموعات معمل دير عمار، يتوقع فياض إمكانية زيادة إنتاج الكهرباء حتى 700 ميغاواط. بالتالي ستتمكن المؤسسة من زيادة ساعات التغذية حتى 8 ساعات كمعدّل عام على كلّ الأراضي اللبنانية. ويرى فياض أنّه «من الضروري رفع التغذية في المرحلة المقبلة لزيادة استهلاك الوقود، وإلّا سيصبح المخزون من الوقود أكبر من قدرة الخزانات على التحمل».