كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
من الواضح أن مسار الحرب الدائرة جنوباً يتصاعد بشكل خطير، بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلي مرحلة القصف المدفعي لبلدات النبطية، وتحديداً المواجهة لقرى دير ميماس ومرجعيون وكفركلا، أي كفرتبنيت، أرنون، يحمر الشقيف والزوطرين الشرقية والغربية.
إزاء هذا التصعيد، ارتفعت أعداد الإصابات في صفوف المدنيين، حيث يسجّل وقوع أكثر من 20 إصابة في أقل من 24 ساعة. هذا الواقع يسلط الضوء على جهوزية القطاع الاستشفائي في النبطية للمرحلة الجديدة من الحرب، وصعوبة توفير المحروقات في ظل انقطاع خط الخدمة منذ أيام الحرب الأولى، وعدم إصلاحه.
يوجد في منطقة النبطية ثلاث مستشفيات، باتت الخط الصحّي الأول، بعد تعطيل مستشفيات القرى الحدودية، من مرجعيون إلى ميس الجبل وتبنين وغيرها، مع بداية الحرب.
تعمل هذه المستشفيات وسط تحديات جمة، أكان لناحية عدم توفّر الطواقم الطبية لا سيما التخصّصية منها، أو لناحية المحروقات.
لا يخفي مدير عام مستشفى النبطية الحكومي الدكتور حسن وزنة “خطورة المرحلة، في ظل موجة التصعيد الحالية”، ويتخوف من “ارتفاع أعداد الإصابات في صفوف أبناء منطقة النبطية، إذ تسجّل أكثر من 15 إصابة في أقلّ من 24 ساعة، وهو الرقم الأعلى منذ بداية الحرب”. ويرجع الأمر إلى “بدء عودة عدد من أبناء المنطقة إلى منازلهم، بسبب صعوبة النزوح وتداعياته القاسية”.
وفيما تعرّضت مستشفيات المنطقة للأضرار جراء الغارات القريبة منها، التي أدت إلى تطاير الزجاج وتساقط الأسقف المستعارة، وهو ما يزيد الخطر على هذه المرافق الأساسية والطواقم العاملة فيها، يؤكد وزنة أنّ “الخطر الأكبر يكمن، في صعوبة توفير المحروقات، لقد حصلنا على مادة الفيول أمس، تكفينا لـ 10 أيام، لكن ماذا لو لم نتمكن من توفيرها بعد هذه الفترة؟”.
عادة ما يتم إيصال المحروقات عبر الصليب الأحمر الدولي، هذا ما يفيد به وزنه الذي يشدّد على أنه “من دون محروقات يتوقف عمل المستشفى وما نخشاه اليوم هو البدء بعملية قطع الطرقات”.
هذا الواقع، يقلق مديرة مستشفى النجدة الشعبية منى أبو زيد التي تخشى “استهداف سيارات الإسعاف، أو صعوبة وصول المحروقات”، وتبني تخوفها على استهدافات إسرائيل المتكررة لسيارات الإسعاف والطواقم الصحيّة. وفيما أبدت خشيتها من تصاعد وتيرة الأحداث، لفتت أبو زيد إلى أنّ المستشفى في جهوزية تامة.
إذاً، أكثر ما يقلق مدراء المستشفيات عدم توفير المحروقات والأوكسيجين، وعلى الرغم من إمداد المستشفى الحكومي بكميّات من الأوكسيجين، تبقى الخشية بحسب وزني من الأيام المقبلة، لأنّه في ظلّ غياب أي مواكبة لوصولها، لن يتم الحصول عليها، لافتاً إلى تسلّمهم أدوية من “أطباء بلا حدود”.