تعرض الجيش اللبناني لاستهدافات إسرائيلية متكررة، منذ بدء المواجهات بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام، علماً أن الوتيرة ارتفعت خلال الأسبوع الأخير إذ تعرضت مراكز عسكرية لـ3 هجمات كان آخرها مركزا للجيش في العامرية على طريق القليلة – صور جنوب لبنان، أسفرت عن استشهاد عسكري وإصابة 18 آخرين، بينهم مصابون بجروح بليغة.
وقبل غارة العامرية التي تعد الاستهداف الإسرائيلي الثالث المباشر في غضون أسبوع واحد، استشهد يوم الثلاثاء الماضي 3 جنود في قصف إسرائيلي على مركز الجيش بالصرفند جنوبا.
كما استشهد يوم الأربعاء الماضي جندي نتيجة استهداف آلية عسكرية على طريق برج الملوك – القليعة في الجنوب، ليرتفع عدد قتلى الجيش إلى 45 جندياً منذ بدء الهجمات الإسرائيلية على لبنان في 8 تشرين الأول 2023، حسب ما كشف الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين.
وأوضح الباحث اللبناني في تصريحات لـ”العربية.نت/الحدث.نت”، أن 19 جندياً من إجمالي عدد القتلى كانوا في خدمتهم وهم فقط الذين نعتهم مديرية التوجيه في الجيش، كان أولهم الرقيب عبد الكريم المقداد الذي استشهد جرّاء تعرض مركز عسكري في الجنوب للقصف بتاريخ 5 كانون الأول من العام الماضي.
من جهته، اعتبر العميد المتقاعد في الجيش، جوني خلف، في حديث خاص لـ”العربية.نت”، أنه على الرغم من عدم وجود أي تبرير لاستهداف الجيش بشكل مباشر، فإن طبيعة التطورات العسكرية فرضت حسب رأيه تراجع حزب الله إلى أماكن قريبة من مراكز الجيش. ورأى أن “الاستهدافات الإسرائيلية لا تأتي ضمن سياق ممنهج للتعرض إلى المؤسسة العسكرية”.
كما أضاف “قيادة الجيش اكتفت حتى الآن بنعي قتلى الجيش، من دون إصدار بيان رسمي لتوضيح ما حصل في الاستهدافات الأخيرة، إن كان الاعتداء مباشرا وخصوصاً بعد قصف مركز العامرية في صور الذي يعتبر الأخطر كونه طال ثكنة عسكرية يتواجد فيها آليات وسرية كاملة”.
إلى ذلك أكد أن التعرض للجيش يتنافى مع مضمون مسودة القرار 1701 المعدلة التي تم البحث فيها على مدى الشهرين الماضيين من أجل وقف إطلاق النار، والتي تنص في أحد بنودها على تعزيز انتشار الجيش بشكل فاعل على طول الحدود الجنوبية بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”.
علماً أن الجيش اللبناني ينشر حوالي الـ4500 عنصر في منطقة جنوب الليطاني، في حين أن المؤسسة العسكرية بحاجة اليوم لتطويع 6000 عنصر حسب الخطة الموضوعة. فيما صدر مؤخراً قرار عن الحكومة بتطويع 1500 عنصر وتأمين الرواتب لهم.
وكان الجيش الإسرائيلي أعرب عن “أسفه” لاستهداف الثكنة في العامرية، زاعماً أنه “استهدف بشكل دقيق تنظيم حزب الله وليس الجيش اللبناني”، مضيفاً أن الحادث “قيد التحقيق”.
“رسالة دموية
في حين اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، أن استهداف إسرائيل بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب وسقوط قتلى وجرحى يمثل “رسالة دموية” مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701 الذي أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006.
كما دعا دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية إلى تحمّل مسؤولياتها.
يذكر أن الاستهداف المتكرر للجيش يأتي في ظل التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل وتبادل القصف بين الجانبين منذ 8 أكتوبر الماضي، وبالتزامن أيضاً مع الحديث عن قرب الاتفاق على تسوية تقتضي بوقف إطلاق النار بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.