كتب ميشال طوق
منذ صباح 8 تشربن الأول 2023 تاريخ بدء الحرب التي أعلنها “حزب الله” وأطلق عليها حرب الإسناد والمشاغلة، لم يبقَ أحد لا في الداخل ولا الخارج إلا ونبه من التبعات الوخيمة التي ستترتب على إعلان حرب من جهة واحدة على دولة أخرى.
كل ما قيل ومن تكلم عن التبعات الوخيمة قبل 17 أيلول 2024، لم يخطر في باله لا من قريب أو بعيد أن وخامة هذه الحرب ستصل الى هذا الإذلال والتدمير والإغتيالات المهولة بكل معانيها.
ما شهدناه حتى اليوم ليس إنكساراً فقط بمعنى الخسارة، فهذا واقع مرير مع إغتيال كل القيادات وتدمير معظم القرى وإعادة إحتلال الجنوب وآلاف القتلى والجرحى والتهجير والنكسة وكل المصائب والويلات التي نراها بأم العين… لكن الغريب العجيب هو كمية الإذلال الذي بدأ بتفجير أجهزة الإتصال، مروراً بتأكيد الإسرائيلي على نجاح عمليات الإغتيال بالرغم من نفي المعنيين، وصولاً الى مشاهد تفجير القرى ومساواتها بالأرض وإستسلام العناصر في الأنفاق… والأهم، تشريد مليون لبناني على الطرقات… تقريباً.
ثم يخرج مسؤول من هنا وآخر من هناك ليقول لنا بأنه إنتصر قبل أن تنتهي الحرب حتى، وهيهات منا الذلة!
يا محترم إحترم عقول شعبك قليلاً قبل أن تحترم عقول الآخرين!
عن أي إنتصار ومذلة تتكلم؟ وهل بقي بعد أي ذل لم تتسبب به هذه الحرب؟
المذلة أن تقول أنك ستصلي بالقدس ثم نرى الجرافات الإسرائيلية تدمر الجوامع في الجنوب وتصبح غير قادر على الصلاة في الضاحية الجنوبية!
المذلة أن تهدد بتدمير مصانع شمال إسرائيل التي قيمتها 100 مليار دولار، في نصف ساعة، (هي كانت ساعة)، ثم ترى كل مصانع ومزارع ومباني الجنوب مدمرة!
المذلة أن تحاكي بمناورات عسكرية ضخمة العبور من الجنوب الى الجليل، ثم نرى أن العبور حصل بالإتجاه المعاكس من الجليل الى الجنوب!
المذلة أن نهدد بضرب وتدمير المدن والموانىء والمطارات، واليوم نستجدي كل العالم بأن لا تقصف إسرائيل مطار بيروت!
المذلة بأن نوهم العالم أجمع بأن هناك توازن رعب يمنع الإسرائيلي من مجرد التفكير في الإعتداء أو الدخول الى لبنان، فأصبحنا اليوم نبرر إجتياحه بأننا تركناه يدخل لكي نقاومه في الداخل لأننا لسنا جيشا نظاميا!!
المذلة أن يصبح إتفاق وقف النار ببنوده المُذلة إنتصاراً إلهياً!
هذا كله ولم نتطرق بعد لما صدر عن أبواق الممانعة من كبسة الزر وآلاف المقاتلين ومئات الملاجىء… والكثير غيرها المضحك المبكي والمُذل!!
لم يشهد لبنان ذلاً بهذا الحجم أمام أي عدو أو محتل، ومن صرعوا آذان العالم بأنهم الغالبون، إتضح في النهاية أنهم المغلوبون المذلولون.