كتبت زينب حمود في “الأخبار”:
بدأت عودة اللبنانيين الذين نزحوا إلى العراق بعد وقف إطلاق النار، لكن بأعداد قليلة مقارنةً بعددهم الإجمالي. فمن حوالي 36 ألف نازح، عاد ما بين 7 و8 آلاف، أي ما يقارب الـ 20% فقط، بحسب أرقام وزارة الداخلية العراقية، علماً أنّ هذه الأرقام لا تمثل حركة النزوح بدقة لأنّ الوزارة تحصي أعداد الوافدين والمغادرين اللبنانيين، من دون أن تأخذ في الحسبان من يتردّدون أصلاً إلى العراق قبل الحرب لدواعي العمل وإدارة المصالح. إذ كانت بين ثلاث وسبع رحلات تُسيّر يومياً بين بيروت وكل من بغداد والبصرة والنجف وأربيل، ما يعني أن ليس جميع الوافدين المسجلين نازحين. إضافة إلى أنّ «عدداً من اللبنانيين قصدوا العراق كمحطة عبور إلى بلد آخر لتسوية أوراقهم وتأشيرات الدخول وجوازات السفر نظراً إلى التسهيلات التي وفرتها السلطات العراقية بعدما سمحت لهم بالدخول بواسطة بطاقات الهوية أو جوازات السفر المنتهية الصلاحية»، بحسب السفير اللبناني في العراق علي الحبحاب.
وكانت السلطات العراقية قد أقفلت أمس المعابر عند الحدود السورية على خلفية عودة نشاط الجماعات الإرهابية في سوريا، ما دفع عشرات الباصات التي كانت تتهيّأ إلى العودة من النجف وكربلاء للتريّث. وعدّلت خليّة الأزمة في العراق (برئاسة رئيس مجلس الوزراء، وتضم وزارات: الهجرة والمهجرين والنقل والتجارة وهيئة الحج والعمرة، والحشد الشعبي وقيادة العمليات المشتركة ومركز العمليات الوطنية والعتبات المقدسة)، خطة عودة النازحين بعد الأحداث الأخيرة في سوريا، وقررت وقف العودة برّاً. ونفى الحبحاب أن يكون هناك نازحون عالقين على الحدود السورية – العراقية.
ولفت رئيس جمعية «وتعاونوا» عفيف شومان إلى أن السلطات العراقية «أقفلت معبر البوكمال مؤقتاً، ورغم تأكيدات الجانب السوري أن الطريق إلى دمشق آمنة، يبقى الحذر واجباً، ولا نشجّع العائلات على العودة براً لأنّ الطريق لن تكون آمنة بالمطلق، وخصوصاً لجهة الصحراء حيث ينتشر قطّاع الطرق ويزداد الأمر خطورة بعدما نشطت الجماعات الإرهابية في المنطقة».
واضطرّت غالبية العائلات النازحة إلى الانتظار بسبب ارتفاع كلفة تذاكر السفر عبر شركة «ميدل ايست» وبانتظار استئناف شركة الطيران العراقية عملها «خلال اليومين المقبلين بعد أن تحلّ مسألة التأمين» وفق المدير العام للطيران المدني فادي الحسن. ويبدو أن عجلة العودة ستنطلق قريباً مع إعلان العتبة الحسينية، أمس، أنها تكفّلت بتسديد تكاليف عودة «ضيوف العراق» ممن يرغبون طوعاً في العودة إلى وطنهم، سواء كانوا في ضيافة العتبة الحسينية المقدسة، أو من أي محافظة أخرى.
وأوضح رئيس قسم العلاقات العامة في العتبة عبد الأمير طه المطوري أن عدد الذين سجّلوا أسماءهم للعودة وصل حتى اليوم الثالث من وقف إطلاق النار إلى نحو 4 آلاف، لافتاً إلى أنّ الأولوية «لعوائل الشهداء الذين لم يدفنوا شهداءهم، والمرضى، والجرحى، وكبار السن، والموظفين مع عودة المؤسسات في لبنان إلى العمل. وتشير مصادر متابعة إلى أنه ستسيّر ثلاث رحلات يومياً إلى لبنان ابتداءً من اليوم.