تقرير ماريا خيامي:
بعد اتفاق وقف النار، توجهت الأنظار نحو السياحة والاقتصاد في لبنان، والأمل في أن ينتعش البلد بعد الحرب التي قطعت أنفاسه، إذ تشير التحليلات إلى أن الاقتصاد اللبناني من بين الاقتصادات الإقليمية الأكثر تضرراً جراء الحرب، إضافة إلى التداعيات الأمنية والاقتصادية على الاستثمار، في ظل ضبابية الآفاق من جهة، وتأثير الحرب على أداء القطاع السياحي من جهة أخرى.
خسائر القطاع كبيرة، حيث لامست الـ 4 مليار دولار بحسب الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية في لبنان جان بيروتي، الذي أكد أنه لو توافدت نسبة لا بأس بها من المغتربين في فترة الاعياد، فإن هذا الامر لن يساعدنا على النهوض، فحتى لو تحرّكت جميع القطاعات، لن يدخل أكثر من ملياري دولار إلى الخزينة، وهذا بالطبع غير كافٍ.
ويضيف بيروتي: “إذا بقي وقف إطلاق النار حتى الصيف، فعندها سنرى انتعاشا كبيرا في السياحة اللبنانية، لأنه من اليوم إلى حينها، سيتأكد السياح الاجانب أن لبنان آمن وسيكون وجهتهم الجديدة، كما في السنوات السابقة.
وفي السياق، لفت إلى أن القطاع الفندقي “واقف” وإيجابيات موسم الأعياد الحالي لن تطال المؤسسات الفندقية وهذا ما تثبته نسبة الحجوزات”، معتبراً أنه “من السابق لأوانه التكهن إذا ما كانت حركة الفنادق سترتفع”، لافتا إلى أن حركة تأجير الشقق المفروشة وبيوت الضيافة، والمطاعم والملاهي الليلية شبه معدومة، معربا عن أمله في أن يتحسّن الوضع في فترة الأعياد.
ويوضح بيروتي أنه متشائم بسبب عدم وجود شركات طيران سوى الميدل ايست، إذ ان عودة بعض الشركات التي لا يتخطى عددها الـ7 أو 8 شركات، من اصل حوالي 60 شركة، قريباً، لن يساهم في التشجيع على العودة، وستبقى اسعار تذاكر السفر مرتفعة نظرا لمحدودية الرحلات المتوافرة، وهذا الامر سيؤدي إلى عدم عودة الكثير من المغتربين في فترة الأعياد.
إلى ذلك، أكد بيروتي أنه يصبّ آماله في الوقت الحالي على الملاهي الليلية وأماكن السهر التي سوف تقيم الاحتفالات خلال رأس السنة، قائلا: “اعتقد ان هذا القطاع هو الوحيد القادر حاليا على إنعاش السياحة والاقتصاد في لبنان.
بين تدهور القطاع السياحي في لبنان، ووقف النار الذي جلب معه الآمال بمستقبل أفضل، تبقى الأنظار شاخصة حول مستقبل السياحة وإمكانية انتشال البلد ولو قليلا من الركود الاقتصادي. ويبقى الأمل الأكبر بأن يستمر وقف النار، وعودة السلام إلى بلدنا، لكي يعود المغتربون والسياح في جميع المواسم كما اعتدنا.