IMLebanon

هل يمكن تجنب مخاطر التدهور في سوريا على لبنان؟

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

بطبيعة الحال يتأثر لبنان سلبًا بالتدهور العسكري الحاصل في سوريا، من عدة جوانب، لوجود عوامل عدة متداخلة بين البلدين، مايتطلب من السلطة اللبنانية إتخاذ الإجراءات والتدابير الاحتياطية الاستباقية اللازمة، لتجنب تسرب تداعيات ومخاطر هذا التدهور على الداخل اللبناني، كما حصل خلال انتفاضة الشعب السوري ضد النظام في العام ٢٠١١ وبعدها بسنوات، وما زال لبنان يعاني من مؤثراتها ومفاعيلها حتى اليوم.

ابرز المخاطر المحدقة بلبنان، جراء التدهور الجديد في سوريا، امكانية تراخي السلطة على الجانب السوري، واستغلالها في استباحة المعابر غير الشرعية، امام شتى عمليات التهريب للبضائع والممنوعات وحتى السلاح على أنواعه، مع توقعات بتدفق اعداد كبيرة وجديدة من النازحين السوريين عبر المعابر غير الشرعية بين البلدين هرباً من تردي الوضع الامني الحاصل، والانهيار المالي والاقتصادي الذي يعم سوريا، ما يزيد من الاعباء الضاغطة التي يعاني منها لبنان في الاساس، بفعل وجود مئات الاف النازحين السوريين حاليا جراء الانتفاضة الشعبية السابقة ضد النظام، وما تسببت به من ضغوطات على كافة نواحي الحياة في لبنان، وارهاق الخزينة والوضع الاقتصادي والامني العام.

ليس هذا فحسب، قد يتسبب تفلت الاوضاع في سوريا الى تسلل مسلحين من المجموعات المتشددة والاصولية، الى داخل الاراضي اللبنانية، كما حصل خلال المرحلة السابقة، للتمركز فيه، والانطلاق منه بهدف القيام بعمليات تفجير واغتيال واستهداف سياسي وديني وتوتير امني متواصل بالداخل، ما يعرض موقع لبنان لمخاطر غير محمودة، وتبعات سلبية على الصعيد الخارجي وعلاقات لبنان العربية والدولية.

ويضاف إلى ذلك الخشية من تأثر عبور شاحنات الترانزيت اللبنانية الى دول الخليج العربي وغيرها، سلبا بإنفلات الوضع الامني في سوريا، ما يلحق اضرارا اضافية بالاوضاع الاقتصادية ايضا.

وهذه المخاطر المحدقة باللبنانيين لتجدد المواجهات العسكرية بين النظام السوري والمعارضة في مناطق عدة بالداخل السوري، يمكن أن تهدد الاوضاع الداخلية اللبنانية من عدة جوانب، اذا لم تواجه باجماع لبناني رافض لها، واجراءات استباقية، وتدابير امنية متشددة على كل نقاط العبور والمنافذ الشرعية وغير الشرعية على طول الحدود اللبنانية السورية، لقطع الطريق امام تكرار تجربة التراخي واستباحة الحدود امام موجات النازحين السوريين إلى لبنان، بلا حسيب او رقيب، وبالكارثة التي حلّت على اللبنانيين كلهم جراءها.

وفي كل الأحوال تبدو الإجراءات الامنية التي تنفذها القوى العسكرية والامنية على طول الحدود اللبنانية السورية هذه الأيام، عائقاً ومانعاً لتفادي تدفق موجات جديدة من النازحين السوريين إلى لبنان عشوائيا او بصورة منظمة، ومن خلالهم اية عناصر او مجموعات متشددة، الأمر الذي يجنب لبنان تكرار ما حصل سابقا ويصب في مصلحته.