كتبت جومانا زغيب في “نداء الوطن”:
ينشط بازار الأسماء المرشحة أو التي ترشح نفسها للرئاسة في محافل وعلى خطوط عدة. لكن هناك قلة من الأسماء الجدية. إذ ينتمي بعض الأسماء إلى النادي التقليدي مقابل ارتباط البعض الآخر من الأسماء بطموحات غير واقعية.
وتقول أوساط متابعة إن حركة القوى السياسية تركز حالياً على خطّين: الأول، يتمثل بقراءة الموقف الأميركي، باعتبار أن واشنطن باتت الناخب الأول بعدما كانت في موقع الناخب الأخير، وأصبحت اليوم صاحبة الكلمة الأبرز في التسمية، على أن يختار المعنيون بين الموافقة أو الرفض أو التحفظ. وبالتالي تغيّرت المعادلة التي كانت تعطي محور الممانعة التسمية، على أن تدلي واشنطن برأيها بالموافقة أو بالتحفظ، بحسب الأوساط نفسها.
ووفق معلومات ثقة، سعت مرجعية شيعية إلى جسّ نبض الأميركيين رئاسياً، على هامش التفاوض حول اتفاق وقف إطلاق النار ومتابعته تنفيذياً. لكن هذه المرجعية لم تتلق أي جواب واضح في هذا المجال. وبناء على هذه المعلومات، ترى واشنطن في العماد جوزيف عون مرشحاً مناسباً لموقع الرئاسة في الفترة المقبلة. ولا يخفي الأخير علاقته الطيبة مع الولايات المتحدة، وهي مبنية على “الاحترام المتبادل وليس على التبعية”. لكن ذلك كلّه لا يعني أن هناك حالياً قراراً صريحاً بطرحه.
أما الخط الآخر الذي يركّز عليه المعنيون رئاسياً، فهو خط باريس. ليس لأن لفرنسا كلمة حاسمة، بل لأنها قادرة في رأي البعض على تدوير الزوايا، من خلال قنوات التواصل مع إيران و “حزب اللّه” ولو بشكل غير مباشر، والتنسيق من جهة ثانية مع الفاتيكان وعواصم عربية مهمة كالرياض والقاهرة. ومن الواضح حتى الآن أن لا مرشح معيناً لدى فرنسا، بل تنظر إلى عدد من المرشحين “المعتدلين” بنوع من التساوي، مع علمها بأن السعودية يهمها رئيس سيادي بالحدّ الأدنى.
بما يخصّ الفاتيكان، ما يهمه هو رئيس يجمع بين القدرة والخبرة وبين الانفتاح على الجميع، شرط الالتزام بإنهاض الدولة واستعادة دورها الطبيعي.
أين بكركي؟
لقد سعى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في مرحلة أولى، إلى التشاور مع القيادات المسيحية، ولمّا لم يوفّق بجمعها، استبدل هذا الخيار بالتشاور بالمفرق. وكلّف المطران أنطوان بو نجم التجوال مرات عدة على القيادات المسيحية الأساسية لقراءة توجّهاتها والوقوف على رأيها في عدد من المرشحين. وفي هذا السياق، حمل راعي أبرشية أنطلياس في إحدى جولاته لائحة بالأسماء بلغت أحد عشر اسماً، هي: جهاد أزعور، جوزيف عون، سليمان فرنجية، ميشال معوض، نعمت افرام، صلاح حنين، جورج خوري، زياد بارود، فريد الياس الخازن، روجيه ديب، ابراهيم كنعان. وقد أضيف إلى هذه الأسماء، بناء على اقتراح إحدى القيادات اسم القاضي عصام سليمان. كما أضيف لاحقاً اسم الوزير السابق ناصيف حتي واللواء الياس البيسري.
وقد تكوّنت مع الوقت فكرة عامة لدى سيد بكركي نتيجة التحفظات المختلفة من هنا وهناك، دفعته إلى التوقف عن طرح الأسماء بهذا الشكل، والاكتفاء أحياناً بسؤال بعض زواره بشيء من التحفظ عن الرأي في هذا أو ذاك.
بما خصّ موقف المعارضة والتي تمثل “القوات اللبنانية” رأس حربتها، فإن اسم قائد الجيش من بين الأسماء المعقولة، علماً أنه يتعرض في هذه الفترة لامتحان صعب. أما في ما يتعلق بالأسماء الممكنة، فالأهم أن يملك المرشح القدرة على قول لا عندما يقتضي الأمر ذلك، أي على الأقل، وعلى سبيل المثال، أن يتشدّد رفضاً للمس بالدستور أو لتجاوز صلاحيات الرئيس أو لتخطي مفهوم السيادة للدولة اللبنانية. ويبقى على أصحاب الرأي والرؤية أن يفترضوا الأسماء المعنية التي تحمل هذه المواصفات.