تقرير ماريا خيامي:
مع إضاءة شجرة الميلاد في الشارع الروماني في جبيل، أثبتت المدينة مجددا أنها لا تزال أيقونة الاحتفالات الميلادية في لبنان، بحيث ظهرت بمثابة أيقونة حيّة تعكس التراث والثقافة اللبنانية، وقدرتها الفريدة على مزج الماضي بالحاضر من خلال فعاليات مميزة تجمع بين الاحتفالات الشعبية والطابع العصري.
موسم الأعياد في جبيل هذا العام ليس احتفالا فحسب، بل هو رسالة تعيد إحياء الأمل في قلوب اللبنانيين، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد.
الشجرة، التي تحظى باهتمام عالمي، تميّزت بتصميم فني مذهل يعكس روعة العيد وجمال المدينة التاريخية، وقد لاقت هذا العام اهتمامًا عالميًا بعد نشر مقطع فيديو لها على صفحة EarthPix العالمية، ما أعاد الآمال بتصنيفها كواحدة من أجمل أشجار الميلاد عالميًا، كما حصل في عام 2014 عندما احتلت المرتبة الثانية.
إلى جانب الشجرة، انطلق سوق الميلاد الذي يمتد حتى 6 كانون الثاني 2025، ليحوّل المدينة إلى وجهة نابضة بالحياة، ويقدم تجربة شاملة تناسب جميع الفئات العمرية، بحسب منظمة الحفلات سينتيا خليفة، التي أشرفت على الافتتاح.
للأطفال، تتوفر نشاطات فريدة مثل ألعاب الواقع الافتراضي (VR)، ألعاب الفيديو، عروض الحيوانات، وسينما صغيرة، كما تشمل الفعاليات عروض سحر ومسرحيات تُقام خلال أيام الجمعة، السبت، والأحد، ويكون الدخول مجانًا للكبار بينما تُفرض رسوم رمزية بقيمة 5 دولارات للأطفال.
وأضافت خليفة: “أما للبالغين، فقد تم تخصيص زوايا للاسترخاء والاستمتاع، مثل محطات النبيذ والبارات التي تقدم المشروبات الروحية، إضافة إلى أكشاك تعرض مأكولات متنوعة تشمل الحلويات اللبنانية والعالمية، ملابس، عطورات، أشغال يدوية، إكسسوارات، ورود، ونباتات.”
ويتراوح توقيت زيارة القرية الميلادية بين الساعة 4 عصرا و10 مساءً خلال أيام الأسبوع، بينما تفتح أبوابها من الساعة 12 ظهرا حتى 12 مساء في عطلة نهاية الأسبوع، هذه الأوقات المرنة تتيح للعائلات والزوار من مختلف المناطق فرصة الاستمتاع بالأنشطة والخدمات التي يقدمها السوق، ما يجعله وجهة رئيسية في موسم الأعياد.
لا تقتصر أهمية هذه الفعالية على الأجواء الاحتفالية فقط، بل تتعداها لتشمل دعم الاقتصاد المحلي وتنشيط السياحة الداخلية، إذ تُعتبر هذه الفعاليات فرصة لزيادة عدد الزوار وإبراز الصورة الجميلة للبنان، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
تثبت جبيل مرة أخرى أنها مدينة الحياة والفرح، وتقدّم من خلال شجرة الميلاد وسوقها أجواء استثنائية تجمع بين الأصالة والحداثة، ومع استمرار الفعاليات حتى بداية العام الجديد. يبقى الأمل أن تستمر هذه المبادرات في جلب السعادة للبنانيين، وأن تُذكّر العالم بجمال وروح هذه المدينة المميزة.