IMLebanon

نداء من جعجع إلى المغتربين

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “اتفاق وقف إطلاق النار وسقوط نظام الأسد في سوريا يشكلان فرصة حقيقية لإعادة بناء لبنان الذي كان يوماً مصدر إلهام لعدد كبير من دول العالم”.

وذكّر جعجع “كيف كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله يصرّح علانيّة بأنه يسعى لتصبح الإمارات العربيّة المتحدة على مثال لبنان”. وقال: “اليوم، نرى أين وصلت الإمارات، ونتمنى لها التوفيق والنجاح كله، بينما نأسف لما آل إليه وضع لبنان. كذلك، نريد إعادة بناء لبنان الذي كانت سنغافورة تتطلع إليه وتطمح لتكون “بيروت الشرق الأدنى”.

كما شدد على أن “الأوضاع المانعة التي لم تسمح لنا بالإستمرار في بناء لبنان والإبقاء على مكانته ومكانة بيروت، زالت بشكل أساسي في الوقت الراهن، لذلك فُتحت الطريق أمامنا كي نتمكن من إعادة بناء وطن، الأمر الذي لم يكن متوافراً خلال الـ30 سنة الأخيرة، لأننا في هذه الفترة لم نكن نفتقد وجود دولة في لبنان فحسب، وإنما لم يكن لدينا وطن، بل كان لبنان كناية عن أرض سائبة من دون حسيب أو رقيب”.

وتابع: “لهذه الأسباب كلها أريد منكم أن تحيوا العيد بأبهى الطرق وأن تفرحوا بالعيد إلى أبعد الحدود هذه السنة، لأنه يحمل معانيَ كثيرة وعميقة”.

كلام رئيس القوات جاء خلال العشاء الميلادي الذي نظمه مركز أوتاوا التابع لمنسقية كندا في صالة كنيسة مار إلياس – أوتاوا، في حضور ممثلين عن الأحزاب الكندية كافة، إضافة إلى ممثلين عن حزبي “الكتائب اللبنانية” و”الوطنيين الأحرار”، المونسنيور هنري عماد، الأب فادي عطا الله، وعدد من أعضاء الجالية اللبنانية والمواطنين الكنديين وحشد من القواتيين.

وقد استهل جعجع كلمته، بتوجيه تحيّة للحاضرين وللكنيسة، وقال: “مساء الخير لهذه الكنيسة التي لا يمكن أن أنساها، وللأب هنري ولكل شابة وشاب منكم، فأنا مررت بأوتاوا في العام 2019، وحتى يومنا هذا ما زلت أتذكّر كل لحظة أمضيتها في هذه المدينة، وبالأخص كل لحظة معكم أنتم”. كما رحّب بـ”الأصدقاء” المشاركين في العشاء من مختلف الأحزاب اللبنانيّة والكنديّة.

ولفت إلى أن “العيد هذه السنة يحمل ثلاثة معانٍ، فنحن كنا على ما جرت العادة نقوم بإحياء العيد الزمنيّ للميلاد فحسب، أما هذا العام فالميلاد ميلادان وثلاثة أيضاً، لأننا من جهة نحيي ذكرى المناسبة الميلادية، ومن جهة ثانية، شهد لبنان تحولات كبيرة وبات هناك ترتيبات ستريحنا من كل ما عانينا في المرحلة السابقة، وبات هناك أمل كبير جداً بقيام دولة فعليّة في لبنان. أما من جهة ثالثة فقد سقط نظام الأسد، ولو كنا لا نعرف يقيناً الآن شكل وهويّة النظام الذي سيحل محلّه، ولكن مهما كان الامر، فسقوط نظام الأسد بحد ذاته إنجاز”. ولفت إلى أنه” وعلى الرغم من أنه لم يكن لنا أي علاقة بهذا الإنجاز وإنما الشعب السوري الحر هو من حققه، إلا أن هذا الأمر لا ينفي واقع أنه كان هناك وضعيّة شاذة جداً قائمة على حدودنا الشماليّة والشرقيّة وقد سقطت”.

ووجه نداءً صريحاً إلى المغتربين اللبنانيين، داعياً إياهم إلى الاستعداد للعودة إلى لبنان، قائلاً: “من دونكم لا وجود للبنان، فالأرض بأهلها. بطبيعة الحال نحن باقون ومستمرون حتى النهاية، ولكن إن لم نتكاتف جميعاً لن نتمكن من إعادة لبنان الذي نحلم به، لذلك أريدكم أن تبدأوا بالتفكير جدياً في العودة لحظة يبدأ البناء الجديد مع التقدير لأرض الخير التي استقبلتكم، كي نشبك أيدي بعضنا البعض ونعمل جميعاً على بناء لبنان”.

وأضاف: “لا يمكنني سوى أن أتذكر كل شهيد من شهدائنا الذين سقطوا منذ 40 عاماً حتى يومنا هذا على طريق النضال وخصوصاً أولئك الذي استشهدوا في مواجهة جيش الأسد، وأود في هذه المناسبة التوقف عند شهادتهم لأقول إن هذه الشهادة هي التي سمحت لنا أن نكون في الوضعيّة التي نحن فيها اليوم، كما أتمنى على كل قواتيّة وقواتي من بينكم أن يفخر في هذه الأيام، على الرغم من أنني لا أحبذ هذه الطريقة، فصراحةً لقد تبيّن منذ 40 عاماً حتى اليوم أنه ليس سهلاً أبداً أن تكون “قوات” ولكن تبيّن أيضاً أن “القوّات” على حق في كل ما طرحته، ورهانات “القوّات” كلها تحققت أو بدأت تتحقق في الشهور المنصرمة، والسبب هو أنه في نهاية المطاف “ما بصح إلا الصحيح”، ولم يصح سوى الصحيح إن كان في لبنان أو في سوريا أو في الشرق الأوسط ككل تمهيدا لكي يصح الصحيح في العالم أجمع”.

وتمنى أن يعيد الله الميلاد على الجميع بالخير والسلام، قائلاً: “عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير، على أمل ان نلقاكم في العام المقبل في لبنان”.