Site icon IMLebanon

الشرع لا يريد مواجهة عسكرية مع اسرائيل

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في حديث مع وفد اعلامي عربي، أكد أحمد الشرع، القائد العام لإدارة العمليات العسكرية في سوريا، الأحد، أن وزارة الدفاع ستقوم بحلّ جميع الفصائل المسلحة في المرحلة المقبلة. وعن التوغّل الإسرائيلي في سوريا، قال الشرع إن الإدارة الجديدة ليست “بصدد الخوض في صراع مع إسرائيل، لكنّ الجانب الإسرائيلي تجاوز إتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1974”. وأضاف أن “الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة، كما أن الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرّر تجاوزاتها الأخيرة”. وطالب بضرورة ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية، مؤكداً أن “الحلول الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لضمان الأمن والاستقرار بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة”. وأوضح أن الحكومة الانتقالية تتواصل مع سفارات غربية وتُجري نقاشاً مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق، مؤكداً أن”ليست لدينا عداوات مع المجتمع الإيراني”. وأضاف أن الإدارة السورية الجديدة أعطت روسيا فرصةً لإعادة النظر في علاقتها مع الشعب السوري، كما أنها تجري نقاشاً مع بريطانيا لإعادة تمثيلها في دمشق.

بالتزامن مع هذه المواقف، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن “الحكومة الإسرائيلية وافقت بالإجماع على خطة لتعزيز النمو السكاني في مستوطنات الجولان بتكلفة تزيد عن 11 مليون دولار”. في هذا السياق، أشار نتانياهو، إلى “أننا سنواصل التمسك بالجولان والاستيطان فيها”. وقال “تعزيز الاستيطان في الجولان يعني تعزيز إسرائيل وهو أمر بالغ الأهمية في هذه الفترة”.

هذا القرار اثار موجة ردود فعل مستنكرة، عربية وايضا غربية، رفضت اي توجهات اسرائيلية لتثبيت وجودها في اراضٍ سورية محتلة.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن ما تفعله السلطات السورية الجديدة – وهي طبعا وليدة تقاطع دولي على تطيير بشار الاسد – يُعتبر اليوم الخيار الافضل والاذكى، للتعاطي مع ممارسات تل ابيب على الاراضي السورية، وهو خيار متفق عليه ايضا دولياً. الشرع عزا التدخلات الاسرائيلية طوال الفترة السابقة الى وجود ايران في سوريا، وهو يعمل اليوم على التخلص من هذا الوجود، وقد اكد حل كل الفصائل غير الشرعية.. وبهذه الخطوة انما يسحب ذريعة اسرائيل للاستمرار في تجاوزاتها سورياً، ويضعها في موقع المُعتدي على السيادة السورية. الرجل اعلن ان المواجهة مع اسرائيل ستكون “دبلوماسية” فقط، وهي نقطة تعزز ايضا موقف “سوريا الجديدة” وتُحصّنها في وجه الانتهاكات الاسرائيلية، والاهم انها تضعها على سكة الدول العربية المتحضّرة التي أدركت ان لا تكافؤ في المواجهة العسكرية مع اسرائيل. وتمكّنت بفضل هذا الموقف من بناء دول فيها اقتصاد مزدهر وامان. واذ تشير الى ان خروقات اسرائيل في سوريا ستتكفل بها من الآن وصاعدا العواصم الكبرى، من واشنطن الى موسكو مرورا بدول الاتحاد الاوروبي، تقول المصادر ان في نهاية المطاف، اذا ارادت اسرائيل الفوز بالتطبيع وباتفاقات سلام مع الدول الخليجية كلها وابرزها السعودية، سيتعين عليها اعادة واقعها الميداني في سوريا الى ما كان عليه قبل سقوط النظام، وبذلك، يكون الامر حصل من دون ان تكون سوريا دمّرت ارضها وشعبها وتكبّدت خسائر حرب، لن تُمكّنها من اخراج الاسرائيليين من الجولان، تختم المصادر.