Site icon IMLebanon

أين ماهر الأسد؟

كتبت سارة تابت في “نداء الوطن”:

خطف الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الأضواء من بقية أفراد عائلته ونظامه في الأيام الأولى لدحره، وقد وجد الوقت لاحقاً من منفاه الروسي ليطلب من أحد الأشخاص، غير مستشارته الإعلامية بثينة شعبان، أن ينصّ له بياناً هشّاً عن أنه لم يهرب وبقي يُقاتل الجماعات الإرهابية حتى اللحظات الأخيرة.

لكن، ومع هدوء الأحوال في سوريا شيئاً فشيئاً، بدأت عملية البحث عن الجزار ماهر الأسد، الذي تسبّبت طبيعته المتقلّبة يوماً في إبعاده عن كرسي الرئاسة عقب رحيل حافظ الأسد، فوقع الاختيار على بشار.

ماهر الأسد، الذي كان قائد الفرقة الرابعة المدرعة والحرس الجمهوري وأبرز من أدّى دوراً محورياً في قمع الاحتجاجات عام 2011، وهو الشخص الذي كان أيضاً الأكثر نفوذاً في الجيش السوري والمتورّط في صناعة المخدّرات في سوريا وتهريب الكبتاغون، مفقود.

لم تعلن أي دولة استقباله، بل سارعت وزارة الداخلية العراقية إلى نفي خبر تواجده في العراق مع علي مملوك، مدير مكتب الأمن القومي في سوريا سابقاً، وذلك على لسان المتحدّث باسمها العميد مقداد ميري الذي قال إن “الأنباء التي تتحدّث في مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، داخل الأراضي العراقية، عارية عن الصحة”.

وكانت تقارير قد أفادت بأن الأسد ومملوك موجودان في جبال قنديل على الحدود العراقية – الإيرانية من جهة محافظة السليمانية في إقليم كردستان وفي حماية قوات “حزب العمال الكردستاني”، وبأن “حزب اللّه” و”الحرس الثوري” الإيراني تولّيا نقل ماهر الأسد عبر بيروت ومنها إلى العراق.

ومع ذلك، البعض يقول إن ماهر ذهب أوّلاً إلى العراق ومنها إلى موسكو، وإن مملوك هرب إلى لبنان. وطبعاً للبنان دوماً حصة الأسد من تبعات محيطه، بدءاً بـ”حرب الإسناد” وصولاً إلى غزة، حيث تبيّن أن مسؤولين وضبّاطاً في النظام السوري السابق من علويين وسنة أرسلوا عائلاتهم إلى مناطق لبنانية عدّة.

وعمد الميسورون منهم إلى استئجار شقق في بيروت، وفي مناطق محسوبة على “حزب اللّه”. كما سبق لوزير الداخلية اللبناني بسام مولوي الكشف أن هناك مسؤولين سوريين دخلوا لبنان بطريقة غير شرعية، مؤكداً أن القوى الأمنية تلاحقهم.

ويبقى ماهر الأسد مفقوداً. فهل وَصل حقاً إلى موسكو التي لم تعلن استضافته كي لا تجتذب المزيد من النقمة الدولية على “العائلة الكريمة”، خصوصاً بعد انتشار الصور والتقارير المروّعة من السجون السورية وليس آخرها صيدنايا؟