كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
يُظهر الدور القطري، الاهتمام العربي، بالحروب والازمات والمشاكل، التي تعصف باكثر من دولة عربية في هذه المرحلة الحساسة، وتتحرك قطر بديناميكية مميزة وبفاعلية وحرص على وقف الحروب والاعتداءات الإسرائيلية، ومعالجة المشاكل والازمات وايجاد الحلول المناسبة لها، بالرغم من التعقيدات والمصاعب التي تعترض مهامها.
من غزّة المنكوبة، التي تتعرض لابشع حرب عدوانية إسرائيلية منذ أكثر من عام، وترتكب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين وقتل الأطفال، لم تتوقف المساعي والجهود القطرية، بالتعاون مع جميع الدول المؤثرة للضغط على إسرائيل، لوضع حدٍ لهذه الحرب المدمرة، والتوصل إلى اتفاق نهائي لاستتباب الامن واعادة الاستقرار إلى قطاع غزّة، واطلاق الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب مقابل الاف المعتقلين الفلسطينين ظلماً بالسجون والمعتقلات الإسرائيلية، بالرغم من كل العراقيل التي يضعها الجانب الاسرائيلي، لفرض شروطه ومطالبه التعجيزية، بالتزامن مع تقديم المساعدات الإنسانية والحياتية للفلسطينيين في معظم انحاء القطاع، لتمكينهم من الصمود ومواجهة تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة عليهم.
ولم يشغل الاهتمام القطري بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزّة، اعطاء حيِّزٍ بارز، لمعالجة أزمة الانتخابات الرئاسية وانتخاب رئيس للجمهورية منذ نشوب هذه الازمة قبل أكثر من عامين، إن كان من خلال مشاركة قطر باللجنة الخماسية او بالتحرك الانفرادي، الذي يتواصل حتى اليوم، لازالة العقبات وانتخاب رئيس للجمهورية، مع متابعتها لتطورات الاحداث الامنية على الحدود اللبنانية الجنوبية، ومواكبتها الفاعلة لتوسعة الحرب الإسرائيلية على لبنان في الاونة الاخيرة، وبذل الجهود والمساعي المطلوبة لوقفها بكل الوسائل والطرق الممكنة، ناهيك عن تقديم المساعدات المالية والعينينة، لدعم الجيش اللبناني في مواجهة أزمة الانهيار المالي والاقتصادي الحاصل في لبنان، واطلاق جسر جوي لمساعدة اللبنانيين المتضررين من العدوان الإسرائيلي على لبنان.
في التطورات الاخيرة بعد سيطرة فصائل الثورة السورية على السلطة في سوريا، وسقوط نظام بشار الاسد وهروبه إلى روسيا، كانت قطر حاضرة لمواكبة هذا الحدث الاستثنائي البارز، إن كان من خلال مساعيها، لمد يد العون للادارة السياسية السورية الجديدة، لمساعدتها في القيام بالمهام المنوطة بها، لممارسة السلطة وادارة شؤون الدولة، أو في المساعي مع تركيا والدول العربية والاوروبية والولايات المتحدةالأميركية، لدعم الادارة السورية الجديدة، وإزالة رواسب المرحلة الماضية.
وهكذا، يمكن ملاحظة الدور القطري بوضوح، في كل من حرب غزّة، او الازمة اللبنانية ومتفرعاتها، واخيرا في سقوط نظام الاسد واحتضان الادارة السياسة الجديدة في سوريا.