IMLebanon

شظايا الحرب أصابت السياحة… موسم الاعياد قاتم!

تقرير ماريا خيامي:

يعتبر موسم الأعياد في لبنان من الفترات التي طالما اتسمت بالحيوية والاحتفالات المبهرة، حيث كان يشهد تدفقًا كبيرًا للسياح من مختلف أنحاء العالم، لكن في السنوات الأخيرة، فرضت الأزمات المتراكمة تحديات كبيرة على القطاع السياحي، الذي كان يعد أحد الأعمدة الاقتصادية الحيوية.

فهل تنتعش الحركة السياحية في لبنان خلال هذا الموسم؟

في السياق، يوضح نقيب الفنادق في لبنان، بيار الأشقر، ان “الحركة بطيئة والأسباب متعددة، فعلى الرغم من توقف الحرب، إلا أن الوضع الأمني ما زال هشًا، خاصة مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية والتطورات الأمنية في سوريا التي أثرت على الوضع السياسي في البلاد.”

كما أشار الأشقر إلى أن شركات الطيران التي بدأت بالقدوم إلى لبنان غير كافية لنقل الأعداد الكبيرة من اللبنانيين المغتربين الراغبين في العودة إلى بلدهم في هذه الفترة.

من جهة أخرى، أشار الأشقر إلى أن الأسعار المرتفعة بسبب تكلفة تذاكر السفر التي فرضتها الشركات، كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت العديد من العائلات، وخاصة من كندا وأستراليا، إلى إلغاء رحلاتها إلى لبنان. وقال: “هذه الزيادة في الأسعار أثرت بشكل ملحوظ على حركة السياحة هذا العام، حيث أصبحت الأسعار غير مقبولة للكثير من العائلات التي كانت تخطط للزيارة.”

على الرغم من التحديات، هناك بعض القطاعات التي قد تستفيد من الموسم الاحتفالي، مثل قطاع تأجير السيارات والمطاعم، يضيف الاشقر.

حيث يتوقع أن يشهد القطاعان حركة نشطة خلال الأعياد، خاصة مع زيادة العودة إلى لبنان من قبل المغتربين، رغم أن الأعداد لن تكون كما كانت في السنوات السابقة.

أما الفنادق والشقق المؤجرة، فتعاني من ضعف في الإقبال، حيث لا يبدو أن الوضع يشهد تحسنًا ملموسًا في هذا القطاع.

وأردف: “في المقابل، هناك قطاع واحد يبدو أنه سيستفيد بشكل كبير من هذه الظروف، وهو قطاع التزلج، إذ يتوقع أن يشهد نشاطًا قويًا، حيث سيتوافد اللبنانيون إلى المناطق الجبلية للاستمتاع بالمرافق الترفيهية المتاحة.”

هذا قد يعوض بعض الخسائر التي يعاني منها القطاع السياحي بشكل عام، ويشكل بارقة أمل للقطاع في ظل هذا الوضع الصعب.

إلى ذلك، لفت الاشقر الى بعض القضايا السياسية التي منعت السياح من زيارة لبنان في الأعياد الماضية وهذا العام، حيث قررت الدول العربية نصح رعاياها بعدم التوجه إلى لبنان بسبب الخلافات، اضافة الى التحذيرات العالمية من السفر الى لبنان بسبب الاوضاع الامنية.

يتضح من خلال هذه المعطيات أن القطاع السياحي في لبنان يمر بمرحلة صعبة، لكن هناك فرصًا محدودة لتحسين الوضع، ورغم أن موسم الأعياد هذا العام قد لا يكون كما كان في السابق، إلا أن الأمل يبقى في تحسين الوضع السياسي والاقتصادي في المستقبل وعودة لبنان الذي عهدناه.