Site icon IMLebanon

تحديات خطيرة على الحدود الجنوبية

كتب داود رمال في “الأنباء الكويتية”:

يشهد الجنوب اللبناني تطورات متسارعة تعكس خطورة الوضع على الحدود مع إسرائيل، حيث تبذل جهود ديبلوماسية مكثفة يقودها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والأمم المتحدة ودول عربية، في محاولة لمعالجة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية.

تأتي هذه التحركات في ظل واقع مقلق، إذ لا يمكن للبنان انتظار نهاية هدنة الستين يوما لوقف الاعتداءات وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي، هذا اذا التزمت إسرائيل ويبدو انها لن تلتزم.

وبحسب مصدر لبناني لـ «الأنباء» فإن «الجيش الإسرائيلي يستغل وقف إطلاق النار من الجانب اللبناني لتحقيق أهداف عسكرية وأمنية تعذر عليه تنفيذها خلال الحرب بسبب صمود المقاومة. فقد عجز خلال المواجهات عن تثبيت قواته أو حمايتها من صواريخ الحزب، ناهيك عن فشله في السيطرة على الأرض وتدمير المنازل والبنية التحتية كما كان يخطط. لكن الهدنة الحالية منحت الإسرائيلي فرصة للتحرك بحرية على مرأى من لجنة الإشراف الدولية وقوات اليونيفيل، مستغلا هذه الظروف لمنع الجيش اللبناني من أداء مهامه وفق اتفاق وقف إطلاق النار».

وقال المصدر: «يحاول الجيش الإسرائيلي فرض تفسيره الخاص لبنود وقف إطلاق النار، خصوصا في ما يتعلق بحرية الحركة العسكرية والأمنية، سواء في جنوب الليطاني أو حتى شماله. وتشمل هذه التحركات استخدام المجال الجوي لاستهداف أي نشاط يعتبره مشبوها، ما يشكل محاولة لفرض معادلة اشتباك جديدة قد تستمر إلى ما بعد انتهاء الهدنة».

وأكد المصدر «أن لبنان، بمختلف أطيافه الرسمية والشعبية، لن يقبل بهذا الواقع المفروض. فالجيش اللبناني، وأبناء الجنوب على استعداد للوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن أرضهم ومنازلهم ومواردهم. وقد يلجأ السكان إلى حمل السلاح مجددًا إذا استمرت إسرائيل في محاولاتها لإعادة عقارب الساعة إلى ما قبل عام 2000».

وأشار المصدر إلى ان «التحركات الديبلوماسية المستمرة تظهر إصرار لبنان على استعادة حقوقه وحماية سيادته. ومع ذلك، يبقى التحدي في قدرة هذه الجهود على كبح الجيش الإسرائيلي ووقف محاولاته لتغيير قواعد الاشتباك».

واعتبر المصدر ان «المرحلة المقبلة تتطلب موقفًا حازمًا من الأطراف جميعها، وان يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها المستمرة».