كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يخرق الجيش الاسرائيلي في شكل مكثف اتفاق وقف النار، بصورة يومية، يفجّر المنازل ويقطع الطرقات ولا يوفر حتى مراكز الجيش اللبناني، كما انه عمد امس الى رفع العلم الإسرائيلي على تلة في منطقة إسكندرونا بين بلدتي البياضة والناقورة المشرفة على الساحل عند مدخل بلدة الناقورة الرئيسي.
في المقابل، لا خروق من الجانب اللبناني بل على العكس. امس، واثر جولة في الجنوب، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي “سنعقد اجتماعا مع اللجنة التي تشرف على وقف اطلاق النار و امامنا مهام كثيرة ابرزها انسحاب العدو من كل الاراضي التي توغل فيها خلال عدوانه الاخير، وعندها سيقوم الجيش بمهامه كاملة”. وتابع “الجيش لم يتقاعس يوما عن مهماته ونحن امام امتحان صعب وسيثبت الجيش انه قادر على القيام بكل المهام المطلوبة منه وانا على ثقة كاملة بهذا الامر”. بدوره، حيا قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي رافقه في جولته،في كلمة القاها، رئيس الحكومة شاكرا دعمه الكامل للجيش، وقال “رغم كل الامكانات الضئيلة بقي الجيش صامدا في مراكزه وحافظ على المدنيين، وسنكمل مهمتنا لاننا مؤمنون بما نقوم به”.
وتكشف مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، أن الاتفاق الحدودي ليس على ما يرام، وقد تسببت الخروقات الاسرائيلية بتعليق مسار انتشار الجيش جنوبا وفق الخطة التي ينص عليها الاتفاق، محذرة من انه بات مهددا جديا.
صحيح ان حزب الله ليس في وارد اشعال الجبهة من جديد، تقول المصادر، غير ان ما تفعله اسرائيل قد يفتح شهيته على ضربات محدودة، كتلك التي نفّذها ايام قليلة بعيد دخول الاتفاق حيز التنفيذ، وهو امر نحن في غنى عنه لانه قد يقدّم الذريعة التي تريدها اسرائيل لإعادة اطلاق يد آلتها العسكرية ضد لبنان.
انطلاقا من هنا، يعمل عرابو “وقف النار”، على صيانته وإنعاشه. الاميركيون والفرنسيون والامم المتحدة، على علم بحجم خروقات تل ابيب له، وهم ليسوا راضين عن هذا السلوك. عليه، تدور اليوم بعيدا من الاضواء، اتصالات ضاغطة على الاسرائيليين، للجمهم، ومِن غير المستبعد، بحسب ما تقول المصادر، ان تنتقل هذه الحركة من الكواليس، الى النور، بحيث قد يعود المبعوث الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الى المنطقة، الى لبنان واسرائيل، لوضع النقاط من جديد على حروف الاتفاق وإحيائه، قبل فوات الاوان. القرار الدولي عموما والاميركي خصوصا، وهو قرار مشترك لدى الادارتين الآفلة والآتية الى الحكم، لا يزال نفسه: وقف الحروب في الشرق الاوسط.. وعليه، الاتفاق يفترض ان يبقى صامدا، الا اذا أراد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عكس ذلك وأراد إغضاب الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب، وهو على الارجح، لا يريد، تختم المصادر.