IMLebanon

تهريب الدواجن… تهديد للأمن الغذائي والاقتصاد!

تقرير ماريا خيامي:

في خضم الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، يواجه قطاع الدواجن تحديات غير مسبوقة، أبرزها تهريب البيض والدجاج الحي عبر الحدود غير الشرعية مع سوريا.

هذا الواقع دفع النقابة اللبنانية للدواجن، برئاسة وليم بطرس، إلى توجيه نداء عاجل للدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية والعسكرية لوقف هذا التهريب الذي يهدد الأمن الغذائي والاقتصاد المحلي، ويعرض القطاع لضربة موجعة قد لا يتمكن من التعافي منها قريباً.

تأثير التهريب على السوق المحلي

أوضح بطرس في حديث لموقع IMLebanon أن “تهريب كميات كبيرة من البيض والدجاج يومياً، والتي تأتي من سوريا وتركيا، تسبب بخلل واضح في السوق اللبناني، فالمنتجات التركية، المدعومة بشكل كبير من الدولة التركية، تُباع بأسعار منخفضة، مما يجعل من المستحيل على المنتجين اللبنانيين منافستها.”

وأردف: “هذا الوضع قد يدفع في المستقبل بصغار المنتجين للخروج من السوق، بعد أن واجهوا أصلاً خسائر كبيرة جراء العدوان الإسرائيلي الذي دمر مزارع واسعة في الجنوب والبقاع الشمالي.”

المخاطر الصحية

إضافة إلى المخاطر الاقتصادية، حذرت النقابة من خطورة الأمراض التي قد تنتقل عبر الدجاج المهرب إلى المزارع اللبنانية، هذه المخاطر الصحية، التي تشمل أمراضاً معدية قد تؤثر على إنتاجية المزارع، تستدعي اتخاذ إجراءات وقائية صارمة وفورية لضمان سلامة القطاع.

عقبات دعم القطاع المحلي

كما رأى بطرس أن دعم قطاع الدواجن في لبنان أمر ملحّ، لكنه يصطدم بعقبات عدة، فالوضع الاقتصادي المتردي، غياب رؤية حكومية واضحة، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة، كلها عوامل تعرقل تقديم الدعم المطلوب.

ومع ذلك، شدد بطرس على ضرورة ضبط الحدود قبل التفكير بالدعم، لأن وقف التهريب وحماية الإنتاج المحلي سيزيد من الكميات المنتجة، ما يؤدي إلى انخفاض التكاليف والأسعار بشكل طبيعي.

الحلول المقترحة

أوضح بطرس أن ضبط الحدود ووقف الاستيراد غير الشرعي هما أولى الخطوات لحماية هذا القطاع الحيوي، كما دعا إلى تعزيز الرقابة على المنتجات المستوردة، وتطوير خطط لدعم المنتجين المحليين، بما في ذلك فتح أسواق للتصدير، مؤكدا أن تحسين الإنتاجية المحلية سيخفف من الاعتماد على الاستيراد ويوفر أسعاراً تنافسية للمستهلكين.

وختم بطرس بتسليط الضوء على التأثير المدمر للحرب، ليس فقط على المزارع، بل على كامل بنية الإنتاج الزراعي في لبنان، داعيا الحكومة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لدعم قطاع الدواجن، من خلال توفير الدعم المالي، تعزيز الرقابة، وتشجيع الاستثمارات المحلية.

قطاع الدواجن في لبنان يواجه أزمة غير مسبوقة، بين التهريب، المنافسة غير العادلة، وغياب الدعم الحكومي. ومع استمرار تدهور الأوضاع، يبقى إنقاذ هذا القطاع الحيوي مرهوناً بقرارات حازمة من الدولة لضبط الحدود، حماية المنتجين، وتعزيز الإنتاج المحلي، لحماية الأمن الغذائي وإعادة التوازن إلى سوق يعاني من الفوضى.