Site icon IMLebanon

قصاب: في ضعف هذا الطفل رجاء لا يمكن إطفاؤه

 

وجّه رئيس المجلس الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان القس جوزيف قصاب رسالة لمناسبة عيد الميلاد، قال فيها: “نحتفل بعيد الميلاد هذا العام بينما تمرّ بلادنا، سوريا ولبنان، بتغيرات كبيرة”. ورأى أن “التغيير، وعلى الرغم من ضرورته، يأتي مع تحديات، خصوصًا عندما تكون نتائجه غير مضمونة”، مشيراً الى أنه يتطلب الإيمان والصبر والانفتاح.

وأضاف إن “ميلاد يسوع كان تحولاً جذريًا في فهم الألوهة. ففي تواضع المذود، اختار الله أن يحل بيننا، داخل بيئة دينية يهودية كانت ترى الله بعيدًا ولا يتواصل مع الإنسانية إلا عبر وسطاء. لكن ميلاد المسيح كشف عن إله لا يبقى بعيدًا عن عالمنا المكسور أو عن معاناتنا. بل يولد الله في الضعف، في عالم مليء بالعنف والاضطهاد، ليحمل رسالة سلام ورجاء”.

واستشهد في هذه الآية من الإنجيل “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة”، مشيراً الى أن هذه الكلمات الملائكية تذكرنا أن سلام الله لا يُفرض بالقوة أو العنف، بل يبدأ في التواضع، كطفل يحتاج إلى رعاية واهتمام لينمو في الحكمة والنعمة.

وتطرق قصاب الى التغييرات المصيرية التي يعيشها كل من لبنان وسوريا قائلاً: “ندرك أن هذه العملية تشبه بذرة تحمل إمكانيات كبيرة، لكنها تحتاج إلى رعاية والتزام لنرى نتائج تليق بهذه التغيرات”. وأشار إلى أن التغيير قد يُقابَل بالخوف، كما حدث مع هيرودس عند ميلاد المسيح. لكننا نجد الأمل في الرعاة والمجوس الذين استجابوا بالفرح والسجود والعطاء.

واستشهد القس قصاب بما كتبه الرسول بولس للجماعات المضطهدة قائلاً: «لأنه هو سلامنا». وأوضح أن سلام المسيح ليس مجرد غياب الصراعات، بل هو استعادة للإنسانية، سلام يصالحنا مع الله ومع بعضنا البعض ومع الخليقة. وعلى الرغم من أن هذا السلام قد يبدو بعيد المنال، فإن ميلاد المسيح يؤكد لنا أن السلام الإلهي يبدأ في أصغر الأماكن وينمو ليغيّر العالم.

ولفت القس قصاب إلى أن في المعاناة والحروب، يعبّر تجسد المسيح عن تضامن الله مع المنكوبين. وتوجّه الى اللبنانيين والسوريين قائلاً إن الله يرى آلامكم، يسمع صرخاتكم، ويسير معكم في معاناتكم. والمذود ليس بعيدًا عن أنقاض منازلكم؛ وبكاء الطفل يسوع يعكس صرخات أطفالكم. ومع ذلك، في ضعف هذا الطفل يكمن رجاء لا يمكن لقوى العالم أن تطفئه.

ودعا القس قصاب الى أن تكون هذه المناسبة مصدرًا لتجديد الشجاعة وسط التغيير. وشدد على ضرورة أن نتذكّر أننا مدعوون لنكون نورًا يضيء في الظلام، حتى لو لم يدركه الظلام. وختم قائلاً: “نصلّي ليقويكم روح الله، وتتردد رسالة الملائكة للرعاة في قلوبكم: “المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة”. ولد المسيح! هللويا!”.