جاء في “الراي”:
توقّفت أوساط سياسية عند تمديد اسرائيل حال الطوارئ حتى ديسمبر 2025، معربة عن اعتقادها أن هذا التطور «ثلاثي البُعد» ويتّصل بإصرار تل أبيب على «اجتثاث» الخطر الحوثي وضمان إبعاد ضرر «حزب الله» وربما ضرب «رأس الأخطبوط» نفسه، إيران.
وهنا مكمن القلق اللبناني في ضوء الاقتناع بأن «حزب الله» لم يسلّم بعد بالمعادلات الجديدة في الداخل والإقليم والخشية من أن يَمْضي في «سوء الحساب» بعد انتهاء فترة الستين يوماً من وقْف النار، ما قد يقدّم فرصةً لبنيامين نتنياهو لإنهاءٍ جذري، ضمن حربِ «الجبهات السبع»، لـ «ملف الحزب» مستفيداً من «جدار العزل» الذي بات قائماً (بحُكْم خروج سوريا من «المحور») بينه وبين إيران التي وجدتْ نفسها بعد 20 عاماً أمام «الكابوس» نفسه الذي كان ماثلاً وشكّل «المسرح السياسي» لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ويتمثّل بانهيار «نظام الأسديْن» وانفلاش «حُكْم الأكثريات» في المنطقة انطلاقاً من العراق.
والواقع أن إسرائيل تبدو كمَن يَستدعي «تكملة الحرب»، بخروقها المتكرّرة لوقف النار متذرّعة بأن الستين يوماً الانتقالية لم تنتهِ وبأنّ «ملحق الضمانات السرية» بينها وبين واشنطن يتيح لها، في كل حين، أن تأخذ بيدها التصدي لِما تَعتبره تهديداً وشيكاً، جنوب الليطاني وشماله، في الوقت الذي تزداد المخاوف من أن يكون انسحابها السلحفاتي من قرى الحافة الأمامية (مازال 62 منها محظور الدخول اليه) مقدّمة لربْط خروجِها بشروطٍ أمنية وعسكرية أكثر تشدُّداً وربما تطلّ على السياسة من باب «الحل المستدام».