IMLebanon

هبوط الطائرات رهن تحرّك المسؤولين

كتبت ماريا موسى في “نداء الوطن”:

يعمل “مطار رفيق الحريري الدولي” وفق نظامين أساسيين (الإداريين والفنيين) لتسيير شؤون المواطنين الوافدين والمغادرين عبره. فيما تعتمد المديرية العامة للطيران المدني على نظام عمل  على مدار 24 ساعة بما فيها أيام الآحاد وحتى العطل الرسمية. وبعد أن وصلت نسبة الشغور في الملاك الوظيفي حدّها الأقصى، كان لا بدّ من الإبقاء على سير الأعمال في المطار كونه القطاع الحيوي الوحيد الذي لم يتأثر بكل الأزمات التي مرّ بها البلد، ولأنه بوابة لبنان إلى العالم الخارجي.

لتأمين الدوام الليلي في ظلّ الشغور الكبير في عدد العاملين، أوكلت إلى الموظفين في الدوام النهاري مهام الأعمال الليلية على أن تكون مدفوعة الأجر وحددت بـ 1/100 من قيمة الراتب عن كل ساعة عمل (واحد على مئة من قيمة الراتب).

وقسّم العمل الليلي بين أربع فرق (مصالح الملاحة والصيانة والاتصالات، الأرصاد الجوية، والإطفاء). على أن تعمل كل فرقة بساعات محددة. وبحسب المعلومات، فإن الساعات الليلية حُدّدت من الثامنة مساء حتى السادسة صباحاً، أي عشر ساعات بمرسوم يحمل الرقم 4357 تاريخ 12/11/1993.

قبل الأزمة الاقتصادية في لبنان عام 2019، كان راتب الموظف يتماشى مع القدرة الشرائية له، اليوم الحال تغيّرت، يكمل المصدر مثلاً (إذا كان راتب الموظف مليون ليرة في الشهر، فسيتقاضى عن عمله في الليل 1/100 أي عشرة آلاف ليرة عن كل ساعة، ما يشكل مجموع الراتب ككل مليوني ليرة كان يكفي على أساس دولار 1500 ليرة، اليوم الرواتب متدنية جداً مع ارتفاع سعر الصرف).

خمس سنوات من التظاهرات والتهديد بالتوقف عن العمل والمطالبة بتصحيح الأجور في “مطار رفيق الحريري الدولي” لم تفض إلى نتيجة مرجوّة. حتى أعلن الفنيون في بيان أنهم سيتوقفون عن العمل بالدوام الليلي ابتداء من 7/1/2025 في حال لم تتم الاستجابة لتحقيق مطالبهم.

حوالى 100 موظف ينتظرون ما ستؤول إليه الاتصالات التي يجريها وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية. بحسب المعلومات، أصدر حمية قراراً بتصحيح أجور ساعات الليل لتصبح 1.5/5 أي سيزيد راتب الموظف بنحو 50%. وقد أرسل حمية نسخة إلى وزارة المال التي بدورها وافقت على الأمر وحجزت الاعتمادات اللازمة، كما أرسل نسخة إلى كل من مجلس شورى الدولة ومجلس الخدمة المدنية، وهنا وقعت المشكلة، إذ تشير رئيسة مجلس الخدمة نسرين مشموشي إلى أن قرار الوزير بزيادة الأجور غير محق ويلزمه المزيد من الدرس.

بعد أن أصبحت قيمة بدل التعويض عن ساعة العمل الليلي للموظف في المطار  26 سنتاً أي 2.6 دولار أميركي في اليوم، وعلى الرغم من كل المعوقات والصعوبات التي تمرّ بها المديرية العامة للطيران المدني، إلّا أن الموظفين حتى الساعة بعددهم الضئيل يكملون عملهم ويضاعفون جهودهم لتسيير العمل داخل المطار لتتمكن جميع الطائرات من الهبوط بنجاح حفاظاً على سلامة المسافرين. لكن ماذا سيحصل إن لم تتم الاستجابة لمطالبهم؟

في حال توقف الفنيون عن العمل ونفّذوا تهديدهم، ستتأثر حركة الطيران الليلي ولن تهبط أي شركة طيران في “مطار رفيق الحريري الدولي”.

أولاً: إذا توقف موظفو “فوج الإطفاء” عن العمل بالدوام الليلي، فلن تسمح شركات التأمين للطائرات بالهبوط خوفاً من حصول أي خلل تقني أو حريق.

ثانياً: موظفو الاتصالات إذا توقفوا عن العمل فلن يمرّ أي overflight فوق لبنان.

ثالثاً: لن يسمح لأي طائرة بالهبوط على المدرجات إذ ستكون الملاحة معطلة.

رابعاً: لن يتواصل موظفو الأرصاد الجوية مع موظفي الملاحة.

أخذ حمية على عاتقه معالجة موضوع رفع بدل تعويض ساعات الليل للموظفين في المطار، وتجرى الاتصالات مع نسرين مشموشي للوصول إلى حل قبل الثلثاء 7 كانون الثاني المهلة التي أعطاها الموظفون قبل البدء بتنفيذ تحذيرهم.

إشارة إلى أن هذا التحذير الذي أطلقه فنيّو المطار ليس الأول، بل سبقه في شهر أيار من عام 2024 تحذير، ما استدعى تحرك الوزارة ومجلس الوزراء في وقتها وأقرّا مشروع مرسوم رفع بدل ساعات العمل الليلي. ولكن، حتى اللحظة، لا يزال المشروع عالقاً داخل أدراج مجلس الخدمة المدنية.