IMLebanon

لا زيارات حكومية إلى دمشق قبل انتخاب الرئيس

كتب معروف الداعوق في “اللواء”:

يؤكد وزير بارز ان هناك تفاهما غير معلن داخل الحكومة وضمن اطراف السلطة عموما، بالتريث حالياً، في القيام بأي زيارات رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، واجراء محادثات مع رئيس الادارة السياسة السورية الجديدة احمد الشرع وغيره من المسؤولين في الوقت الحاضر، ولبنان مقبل بعد أيام معدودة على انتخاب رئيس للجمهورية، ما يعني في حال تم انتخابه، ان يتم بعدها تلقائيا تأليف حكومة جديدة تتولى زمام السلطة، وتقوم بالمهمات المنوطة بها، في التعاطي بمسؤولية مع الملفات والقضايا المطروحة، ومن ضمنها التواصل مع الإدارة السورية الجديدة، ومناقشة المواضيع والملفات ذات الاهتمام المشترك، التي تهم البلدين الشقيقين، بعد تبدل الظروف وسقوط نظام بشار الاسد، وتولي الادارة السياسة الجديدة السلطة في سوريا.

وينفي الوزير المذكور وجود أي ضغوط او موانع، من اي طرف سياسي داخلي، او من الخارج، تمارس على الحكومة او اي مسؤول رسمي لمنع التواصل مع المسؤولين السوريين الجدد، مذكراً بأن وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب اجرى اتصالا بوزير الخارجية السوري مهنئا، وهناك تواصل امني لتنظيم عملية انتقال مواطني البلدين عبر المعابر، وهناك تنسيق لمرور البضائع والترانزيت إلى دول الخليج العربي.

وتساءل ما جدوى زيارة اي مسؤول حكومي حالي الى دمشق، والحكومة اللبنانية مستقيلة، وتسيّر الأعمال في الوقت الحاضر، وانتخابات رئاسة الجمهورية بعد اسبوع، إذا لم تستطع ان تقارب المواضيع والملفات المشتركة، والخلافية منها على وجه الخصوص، لاسيما منها ما يتعلق بالاتفاقيات التي عقدت ابان وجود الجيش السوري في لبنان، والتي يرى فيها معظم اللبنانيين، بانها غير متوازنة، وتشكل افتئاتا على حقوق لبنان، ولا بد من اعادة دراستها من قبل مسؤولي البلدين، وادخال التعديلات المطلوبة عليها، بما يتلاءم مع التغييرات الحاصلة ومصالح البلدين الشقيقين.

ورأى الوزير المذكور، انه في ضوء الوضع الحالي، وضمن ما يعتبر بالمرحلة الانتقالية، ان كان في لبنان او سوريا، فان اي زيارة يقوم بها اي مسؤول لبناني على مستوى رفيع، او وزير في الحكومة الحالية، ستبقى في اطار المجاملة، وتقديم التهنئة، بتولي الادارة السياسة السورية الجديدة للسلطة بعد سقوط نظام الاسد، ولن تتعدى ذلك إلى الدخول في نقاشات رسمية تتناول عمق العلاقات اللبنانية السورية من مختلف جوانبها، وتطرح الافكار والرؤى لايجاد الحلول المناسبة لها.

ويخلص الوزير المذكور الى القول، انه يجب أن لا تُعطى مسألة عدم زيارة اي مسؤول حكومي الى دمشق من قبل اي طرف سياسي في الوقت الحاضر، اي تفسيرات خاطئة او استنتاجات سلبية مسبقة، وانما التريث قليلا بانتظار انجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وتشكيل حكومة جديدة، وبعدها يمكن ترقب كيفية تعاطي السلطة اللبنانية، مع الإدارة السياسية السورية التي مازالت في طور تثبيت أقدامها والامساك بزمام الامور كما يجب، وما اذا كان تنظيم العلاقات يمكن ان يسير على السكة الصحيحة، بما يحقق مصالح البلدين معا، استنادا إلى ما صدر من مواقف مشجعة وايجابية،عن احمد الشرع خلال استقباله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والوفد المرافق بهذا الخصوص مؤخرا، ام يسلك اتجاهات اخرى غير محسوبة؟