IMLebanon

وفيق صفا يحاول اغتيال السلم الأهلي!

كتب رامي نعيم في “نداء الوطن”:

فهذه البيئة مُحبطة وضعيفة وخائفة وهي عرفت أنها لن تعود إلى قراها وإلى بيوتها يوم صرف لها “الحزب” ولو صوريّاً حتى الآن مبالغ للإيجار، ويوم عرَفت أن لا تشييع لنصرالله في القريب العاجل ولا عودة إلى معامل الكبتاغون وإلى جرّ السلاح من سوريا عبر الأنفاق وعلى طريق الكحالة.

كلام صفا محاولة يائسة لإقناع من خسروا أولادهم وأهلهم وبيوتهم وأحلامهم بأن “حزب الله”، “أقسى من الحديد”، في الوقت الذي يحتاج فيه هؤلاء الخاسرون إلى من يُطعمهم ويُقنعهم بأن القضية التي خسروا كل شيء لأجلها لا تزال موجودة أو كانت موجودة في الأصل. من سمع صفا أمس وهو يعرف تاريخ “حزب الله” وتاريخ المقاومات عبر التاريخ، يجزم بأن “الحزب” اليوم مُثير للشفقة، فأمينه العام غير محبوب ورئيس كتلته النيابية غير مرغوب ومسؤول التنسيق والارتباط فيه فاسد وكذوب، ومع احترامنا لبيئة “حزب الله”، لكن كما يقول المثل الشعبي اللبناني: “مين جرّب لمجرّب بكون عقلو مخرّب”.

ونحن تجربتنا مع حزبكم عمرها أكثر من 40 عاماً. ففي السلم هددتمونا وقتلتمونا وحاولتم تحويل لبنان إلى إيران صغيرة، وفي الحرب أدخلتمونا تنفيذاً لأجندات غير لبنانية ومن ثم احتميتم في بيوتنا من القتل واختبأتم في منازلنا وفي أسرّتنا، ومع انتهاء الحرب وضعتم فيتو على وصولنا إلى الحكم ونعتمونا بأبشع العبارات. نعم نحن لسنا جميعنا “قوات لبنانية” لكننا من دون شك جميعنا مع السيادة وضد الحرب، ومع لبنان الحر المستقل وما قلتموه عن جعجع أمس على لسان وفيق صفا أشعرنا بالعار لدفاعنا عنكم يوماً أو لشعورنا بالشفقة ولو للحظات.

من سمع وفيق صفا يُخبر اللبنانيين بأنه تدخل مع القضاء يشعر بالقرف ويحزن أن يكون صفا لبنانياً ويحمل الجنسية نفسها التي يحملها أي لبناني شريف. ومن سمعه يهدد المسافرين وسالكي طريق المطار ويهدد الجيش اللبناني الذي فتّش الطائرة الإيرانية يشعر بأن فتنة تلوح في الأفق، وأن اختيار وفيق صفا بالذات لإرسال هكذا تهديدات من الضاحية وقبيل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، يعني بأن “حزب الله” يحتاج إلى افتعال إشكال كبير في الداخل اللبناني ليلهي بيئته عن المطالبة بالمال من جهة، وعن السؤال عن سبب الهزيمة من جهة ثانية.

فالأمين العام الحالي لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم لا يستطيع شدّ العصب ولا يتقن فن الخطابة، كما أن رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” محمد رعد لا يملك ملكَة الإقناع، والوحيد القادر اليوم على افتعال فتنة داخلية هو وفيق صفا.

يوم انتشر خبر استهداف وفيق صفا من قبل إسرائيل، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالاحتفالات وكتب كثيرون: الله يمهل ولا يُهمل”، من كثرة المتضررين من نفوذ صفا وأدواره الأمنية في “حزب الله” لأسباب عديدة أبرزها علاقة القربى التي ربطته بحسن نصرالله.

نجا صفا من تلك المحاولة لاغتياله لكنّه على ما يبدو يحاول اغتيال السلم الأهلي، فمتى يتحرك القضاء؟

أما بعد فإلى صفا ومن يقف خلفه نقول: لن ننجرّ إلى اقتتال داخليّ معكم مهما علا صوتكم ومهما صدحت حناجركم.

نحن نؤمن بالدولة اللبنانية وبالشرعية ونحن مؤتمنون عليها، ولن نسمح لكم بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء. رئيس جمهوريتنا سننتخبه قريباً وهو سيُعيد إلى القضاء هيبته فتُسجنون وسيعيد إلى الأمن هيبته فتُردَعون، وسيعيد إلى الدولة هيبتها فتحلّون الدويلة وتعرفون أن لا خلاص إلا من خلال المؤسسات الشرعية والرسمية.

إفعلوا ما شئتم وضعوا فيتوات قدر ما تستطيعون، فيوم كنتم في قمّة القرار لم نهبكم فكيف اليوم وأنتم على الحضيض؟