IMLebanon

إيران تركت في سوريا كميات كبيرة من السلاح

عقب انهيار نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي كان حليفاً لها، انسحبت القوات الإيرانية إلى حد كبير من سوريا أواخر كانون الأول الماضي (2024)، في خطوة شكلت ضربة استراتيجية قوية لطهران.

إلا أن معظم تلك القوات الإيرانية بمن فيهم ضباط الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب المقاتلين الأفغان والعراقيين واللبنانيين والسوريين، عادوا وغادروا على عجل متجهين نحو مدينة القائم الحدودية على الجانب العراقي، وفق ما كشف مسؤولون غربيون وعرب.

كما أضافوا أن بعض الإيرانيين المتمركزين في دمشق توجهوا جواً إلى طهران، بينما فر مقاتلو حزب الله في غرب البلاد عن طريق البر إلى لبنان، حسب ما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال”

ماذا عن الأسلحة؟

أما العتاد والأسلحة التي كانت بحوزتهم فيبدو أنها تركت في مواقعها. إذ كشف دبلوماسيون غربيون أنه مع فرار الآلاف من العسكريين الإيرانيين وحلفائهم من البلاد، اضطروا إلى ترك كميات كبيرة من المعدات العسكرية والأسلحة التي فجرتها إسرائيل لاحقًا، أو استولت عليها “هيئة تحرير الشام” وجماعات أخرى متحالفة معها.

وردا على سؤال عما إذا كان الإيرانيون قد خرجوا بالكامل من سوريا، قالت باربرا ليف، كبيرة مسؤولي وزارة الخارجية في الشرق الأوسط، أمس الاثنين: “إلى حد كبير، نعم … إنه أمر غير عادي”. وأضافت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، إن سوريا أصبحت الآن منطقة معادية لإيران.

إلا أنها أوضحت أن “هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا إعادة إرساء وجودهم ثانية”

بدوره، اعتبر ميك مولروي، المسؤول السابق في البنتاغون خلال عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ” أن انهيار نظام الأسد، أدى إلى تقليل نفوذ إيران في المنطقة وقدرتها على دعم ورعاية المنظمات الإرهابية ”

في حين وصف أندرو تابلر، المدير السابق لشؤون سوريا في مجلس الأمن القومي الأميركي ما جرى بالفشل الكارثي بالنسبة لطهران.

“تنشيط شبكاتها”

لكن رغم هذا الفشل أو الضربة، يعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن إيران ستحاول في نهاية المطاف إعادة إنشاء جسر بري في سوريا، وتنشيط شبكاتها القديمة، محاولة استغلال عدم الاستقرار في البلاد.

غير أن مسؤولا أميركياً رفيعا رأى أنه من غير المرجح أن تسمح الإدارة السورية الجديدة للحرس الثوري بتجديد وجوده العسكري في البلاد بالمستقبل القريب بسبب دعمه الأسد لسنوات.

يشار إلى أن الحكومة السورية الجديدة، التي شكلتها “هيئة تحرير الشام مع فصائل أخرى متحالفة معها” التي قاتل قادتها لسنوات خلال الحرب ضد نظام الأسد المدعوم من إيران، تنظر إلى طهران باعتبارها تهديدًا كبيرًا.

وقد أنفقت السلطات الإيرانية مليارات الدولارات وأرسلت آلاف العسكريين والمقاتلين المتحالفين إلى سوريا بعد عام 2011، لدعم الأسد، والحفاظ على جسر بري مهم لنقل السلاح إلى حزب الله في لبنان.