كتب كبريال مراد في “نداء الوطن”:
لقاء الموفد الأميركي آموس هوكستين مع النواب في دارة النائب فؤاد مخزومي
كلّ يوم بيومه، وكلّ ساعة بساعتها حتى ما بعد دخول رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى قاعة الهيئة العامة قبل ظهر غد وافتتاح الجلسة. فالـ”بوانتاجات” الناشطة بين الكتل، لا تظهر حصول أي مرشّح على 86 صوتاً في الدورة الأولى، كما أن الأصوات الـ 65 المطلوبة في الدورة الثانية لم تتأمّن بعد لأي مرشّح.
الجميع مأزوم بحسب ما يقوله أكثر من ناشط في الكواليس الرئاسية. المعارضة المحبّذة لوصول قائد الجيش للرئاسة، تدرك حتى الساعة أن عدم السير الشيعي به، سيحول دون حصوله على 86 صوتاً، لذلك، بدأت التفكير بشكل جدّي في الخيار الكفيل بأن يشكّل الجسر بينها وبين الطرف الآخر. أما ثنائي “أمل” و”حزب الله”، الذي كان يسعى لإيصال المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري بالتقاطع مع “التيار الوطني الحر”، بات ملزماً باسم آخر، في ضوء سقوط البيسري في غربال “الخماسية” بعد زيارة الموفد السعودي. وهو يعلم أن المسألة تتطلّب مواصفات إصلاحية وسيادية معينة لا يعترض عليها المجتمع الدولي الذي سينخرط في تمويل إعادة الإعمار وسواها من متطلبات المرحلة المقبلة.
لقاء هوكستين والنواب
هذه الضبابية زادت مع زيارة الموفد الأميركي آموس هوكستين. صحيح أنه تحدّث عن مواصفات تنطبق على قائد الجيش، لكنه لم يقرن حديثه بما يمكن أن يفسّر بجوزيف عون أو لا أحد.
الموفد الأميركي، وفي لقائه مع النواب إلى مائدة إفطار النائب فؤاد مخزومي أمس، تحدّث بحسب معلومات “نداء الوطن” عن الحاجة إلى رئيس إصلاحي وسيادي ويطبّق القرار 1701. وعندما سُئل عن قائد الجيش أجاب “ليس من واجبي الاختيار عنكم، ولكن بما أنكم سألتم، نعم إن لدى قائد الجيش هذه المواصفات التي قد تكون لدى سواه أيضاً”. وهو ما فسّره الحاضرون بتشريع الأبواب على حلول أخرى، ما لم تتأمّن الأصوات المطلوبة ليصبح سيادة العماد، فخامة الرئيس.
أتى ذلك في سياق إسهاب هوكستين في الحديث عن الوضع في جنوب لبنان. وتحت عنوان تطبيق القرار 1701 و”وقف الأعمال العدائية”، تطرّق إلى مراحل التنفيذ والصعوبات التي تعتري مهلة الستين يوماً، خصوصاً في ضوء الوقت الذي تستغرقه معالجة البنى التحتية لـ”حزب الله” والسلاح المتواجد في الجنوب.
في هذا الإطار، قال هوكستين بوضوح إن “حزب الله” يناور ولا يتجاوب بسهولة مع تفكيك بنيته التحتية، معبّراً عن الصدمة والمفاجأة من حجم الأموال التي صرفت على الأنفاق والسلاح على مدى 18 عاماً”.
وقد شدّد هوكستين أمام “متبادلي الخبز والملح” معه، على أن لا بديل عن حصرية السلاح بيد الدولة، كاشفاً أن تعاطي “حزب الله” غير المتجاوب بالقدر الكافي حتى الآن، يظهر أن “الحزب” لم يستوعب بعد أن المرحلة تغيّرت، وأن ما كان ممكناً قبل قرار وقف الأعمال العدائية، غير ممكن اليوم”.
في الختام، تحدّث هوكستين عن فرصة سانحة أمام اللبنانيين يجب الاستفادة منها، خصوصاً أن “التعاطي قد يتغيّر مع الإدارة الأميركية الجديدة وأكد أمام النواب “أن المجتمع الدولي سيتعاطى مع اللبنانيين بحسب الخيارات التي سيتخذونها”. فخريطة الطريق واضحة وفق متطلّبات الـ1701 والعنوان الإصلاحي.