كتب صلاح سلام في “اللواء”:
سوريالية المشهد السياسي على المسرح اللبناني تفوق أكثر المسرحيات خيالاً..وإرباكاً!
من غير المعقول أن يكون الأشقاء والأصدقاء أكثر حرصاً من سياسيِّي هذا الزمن الرديء، على إخراج هذا الوطن المنكوب من أزماته، عبر إجراء الإنتخابات الرئاسية، وإعادة الحياة إلى شرايين المؤسسات الدستورية والشرعية، وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات الدستورية، وقادرة على إستعادة الثقة بالدولة اللبنانية.
موفدو الدول الخماسية، السعودي الأمير يزيد بن فرحان، والفرنسي وزير الخارجية بارو والمبعوث الرئاسي لودريان، والأميركي آموس هوكشتاين، والقطري «أبو فهد»، يتقاطرون إلى بيروت ولقاء الأطراف السياسية لتدوير زوايا المعوقات التي تؤخر الإنتخابات الرئاسية، ونزع الألغام التي تعترض جلسة الإنتخاب المقررة غداً الخميس. فيما الكتل النيابية والأحزاب السياسية مستمرة في مناورات الكر والفر في الزواريب الأنانية الضيقة، وتُبالغ في أساليب التذاكي والتشاطر على بعضها بعضاً، ولو أدى كل ذلك إلى تعطيل الإنتخابات الرئاسية، وعدم خروج الدخان الأبيض من المجلس النيابي، وبالتالي إبقاء البلاد والعباد في دوامة الإنهيارات الراهنة، وما زاد عليها مؤخراً من تداعيات مخيفة للتدمير الواسع الذي خلفته الحرب الإسرائيلية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.
لا أحد يتوهم بإمكانية التوصل إلى وفاق داخلي بين مختلف الأفرقاء السياسيين حول مرشح معين في السباق الرئاسي. ولكن هذا الواقع لا يحول دون ذهاب الجميع إلى جلسة الإنتخاب، حاملاً كل فريق ورقة بإسم مرشحه المفضل، لتتم الإنتخابات في أجواء ديموقراطية سليمة، وفي إطار المنافسة السياسية المعهودة في الأنظمة التعددية سياسياً وحزبياً، كما يحصل في الديموقراطيات الغربية.
تعهُّد الرئيس نبيه برّي بإستمرار الجلسة في دورات إنتخابية متتالية، يساعد كثيراً على سرعة الحسم بين المرشحين المتنافسين، بحيث يخرج من السباق المرشح الذي يحوز على أقل عدد من الأصوات في كل دورة، وتبقى المعركة في النهاية بين المرشحيْن الأوفر حظاً بعدد الأصوات.
الواقع أن المعركة الإنتخابية بدأت قبل أن تبدأ جلسة الخميس، وذلك عبر التكتل المستجد بين الثنائي الشيعي والتيار الوطني، المعارض لوصول العماد جوزاف عون لقصر بعبدا، عبر تطيير نسبة الثلثين المطلوبة للتصويت لقائد الجيش، على غرار ما حصل في إنتخاب الرئيس ميشال سليمان، وذلك تفادياً لدورة عادية لتعديل الدستور.
ولكن صورة البديل لم تتظَّهر بعد.
يبقى السؤال: هل سيكون غداً للجمهورية رئيس .. أم لا رئيس ؟