كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:
لفحت رياح التغيير التي ضربت المنطقة، من هروب الأسد وتسلّم القيادة السورية الجديدة، إلى نتائج ما بعد حرب أيلول و”طوفان الأقصى”، سُنّة لبنان من نواب ورجال دين، تماشوا مع الجو العربي العام ومتغيّرات المرحلة بعد استدارتهم نحو إيران والممانعة، ملتمسين لحظة الصحوة وضرورات التكويعة والعودة إلى الحضن العربي.
فعّل سقوط نظام الأسد وتبدّل موازين القوى المحلية والاقليمية، ما لم يستطع أحد فعله منذ نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة عام 2022، لجهة جمع النواب السنّة من تغييريين وشخصيات مستقلّة، فكانت مبادرات لدار الفتوى، وأخرى لسفارات عربية، صبّت جميعها في خانة لملمة الشتات السنّي، بعد تغريبة بعض النواب عن الصورة التي وسمتها الطائفة منذ نشأة الكيان اللبناني، وتقديم منطق الدولة على ما عداه من دويلات داخلية وخارجية.
يتبلور الإجماع السنّي في جلسة انتخابات الرئاسة غداً، حيث يوجد ميل لمصلحة قائد الجيش العماد جوزيف عون، وتنتظر الجلسة ما ستؤول إليه مجريات الأحداث، وإن كان عائق التعديل الدستوري لإيصال عون و تأمين ثلثي مجلس النواب سيكونان من خلال النواب السنّة.
تضمّ خارطة توزّع السنّة: نواب تكتل “التوافق الوطني” فيصل كرامي، طه ناجي، حسن مراد، محمد يحيى وعدنان طرابلسي. ونواب تكتل “الإعتدال الوطني” أحمد الخير، عبد العزيز الصمد، وليد البعريني ومحمد سليمان. ونواب “التغيير والمستقلين” حليمة قعقور، إبراهيم منيمنة، نبيل بدر، عماد الحوت، عبدالرحمن البزري، أسامة سعد، أشرف ريفي، إيهاب مطر، فؤاد مخزومي، وضّاح الصادق، ياسين ياسين، بلال الحشيمي، عبد الكريم كبارة وجهاد الصمد. إضافة إلى: بلال عبدالله ضمن كتلة “التقدمي الإشتراكي”، وقاسم هاشم ضمن “التنمية والتحرير”، والنائبين ملحم الحجيري وينال صلح المحسوبين على “حزب الله” .
كيف يمكن للنوّاب السنة تأمين نصاب التعديل الدستوري؟ هذا الأمر يفترض أن عدداً وازناً من الكتل الكبيرة ستصوّت لجوزيف عون. ورغم ذلك، ستبقى هذه الكتل تحت سقف أكثرية الثلثين المطلوبة. من جهة أخرى ، فإن كتلة “التنمية والتحرير” وضمنها قاسم هاشم، وتكتل “لبنان القوي”، وكتلة “الوفاء للمقاومة”، يضاف إليها النائبان ملحم الحجيري وينال صلح قادرة على تعطيل النصاب لأنها تحوز ما يفوق 43 نائباً، ما يعني أن جلسة التعديل الدستوري لانتخاب عون لا يمكن أن تحصل. كذلك، لا يمكن لـ”حزب الله” و”أمل” و”التيار” الإتيان برئيس بمجموع 65 صوتاً، ما يضع جلسة الغد في مهب المفاجآت، وعدم وضوح الرؤية.