IMLebanon

الناقورة حرّة والعين على سائر الحدود

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

كشف المشهد في بلدة الناقورة، التي دخلها الجيش اللبناني بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، عن الدمار الكبير الذي حلّ بالمدينة السياحية الجميلة، فغيّر معالمها، فلم تعد تشبه نفسها التي كانت قبل الحرب. وبات كلّ شيء بداخلها خراباً فأصبحت منكوبة.

في الطريق إلى الناقورة، يتراءى لك مرفأ الناقورة حيث مراكب الصيادين متوقفة. لم يتمكّن أحد من صيّادي البلدة من الخروج إلى الصيد. وتعرّضوا للقصف قبل أيام، فلم يبارحوا الميناء. وعملوا على تحضير شباكهم المتضرّرة ريثما تتسنّى لهم معاودة الصيد في بحر الناقورة الأنقى والأجمل في لبنان. ويقصد كلّ صيّادي صور تقريباً بحر الناقورة للصيد، غير أن الحرب حرمتهم الصيد فيه، بانتظار السماح لهم مجدّداً.

لم يعوّض أحد على عشرات الصيادين، الذين هم حالياً من دون عمل. ينتظرون تعويضات مجلس الجنوب والدولة، لعلّها تأتي، إلّا أنهم غير متفائلين. وما زال حرمانهم التعويضات بعد حرب تموز 2006 ماثلاً أمامهم.

ويقف أحد صيّادي الناقورة أمام “فلوكته” المتضرّرة، بعدما دخل هو وصيادو الميناء مع الجيش اللبناني إلى الميناء. منذ بدء الحرب، غادر كلّ صيادي الناقورة الميناء، بقيت مراكبهم مركونة فيه، فغرقت 9 منها وفقد واحد. يجهد “أبو علي” في إصلاح مركبه. يقول بأسى “عم نتعذب لنصلّح شوي فيها”.

تتقدّم نحو بلدة الناقورة، حيث يقع مركز قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان. يبدأ مشهد الدمار يظهر. ستحتاج البلدة سنوات لإعادة إعمارها. وما لا شك فيه أن كثيرين من أبناء البلدة لن يعودوا لأن الجزء الأكبر من منازلهم مدمّر. علماً أن البلدة شهدت سلسلة تفجيرات في الأيام الماضية. قد تكون الناقورة شاهداً على ما أصاب سائر القرى الحدودية.

بحسب ما تقول مصادر مواكبة، فإن خطوة انتشار الجيش اللبناني تؤكد أن اتفاق وقف إطلاق النار بدأ يأخذ منحى إيجابياً، وهو أول طريق تنفيذ القرار 1701.

ووفق المصادر، فإن “تعزيز انتشار الجيش في قرى الحدود بشكل أوسع، يجعل من اتفاق وقف النار يدخل حيّز التنفيذ بشكل كبير، ويدفع بالإسرائيلي نحو الانسحاب. كما أن دخول الجيش اللبناني مرهون بتوقف انتهاكات الجيش الإسرائيلي المستمرّة في القرى وآخرها بين عيتا الشعب والقوزح”.

وقالت المصادر: “إن دخول الجيش اللبناني، سيكون إلى كثير من القرى الحدودية وسيعود إلى مراكزه، وهو ما سيعكس ارتياحاً لدى أبناء تلك القرى من أن هدنة الـ 60 يوماً ستنتهي على خير، ولن تتجدّد الحرب كما يخشى كثير من أبناء الجنوب”.