IMLebanon

السيادة والدستور؟!

كتب الدكتور جورج شبلي:

تابعت، من نيويورك، مجريات جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بما في ذلك الأمور التالية: خطاب رئيس البلاد المُنتَخَب، والأوراق التي كتب أصحابها انّهم ينتخبون السيادة والدستور، والمشادّة التي جرت بين السيدة بولا يعقوبيان والسيد سليم عون

أبدأ، كالعادة، من المسألة ذات الأهمية الأقلّ، تدرّجًا الى الأكثر أهميّة، بالتّتالي.

لذلك، سأعبُر، سريعًا، على الحوار ” الرّاقي ” بين بولا وسليم، وهو حوار مُتدنّي القيمة الأخلاقية، وبعيد عن الموضوعية واللياقة. انا لا ادافع عن بولا، كونها امرأة، انا أدافع عنها كونها أهينت لأنها امرأة، وقد استخدم السليم (؟؟؟؟) عبارة ساقطة لا تمتّ للشّرف والاتّزان العقلي والخلقي بصِلة، ولم استهجن او استغرب او اتفاجأ، ففاقد الشيء لا يعطيه. وقد تعوّدنا من السليم ومَنْ جرَّ جرّه على هذه السّقطات، فالذي لا يملك الحجّة، يذهب الى الردّ بالشّخصي، وهذا دليل ساطع على الانحطاط العقلي، وتفاهة الأمخاخ، وعقم الجماجم. …

انتقل الى “السيادة والدستور”. اين كانت السيادة عندما سلّم مَنْ دوَّنها على اوراق الانتخاب، حزب السلاح والانتداب، الأرض والقرار والدولة، وكانت المقايضة: حماية الميليشيا الخارجة عن شرعية الدولة، مقابل حماية المافيا التي برعت في الفساد والصفقات والسمسرات والمشاريع المشبوهة… ما أدَّى الى دمار البلاد على المستويات كافةً، وقتل الأمل في الناس، وإرغام القادرين وسواهم على الهجرة… ما دكّ الوطن في قعر جهنّم.

أمّا مخالفة الدّستور والدًوس على القوانين وانتهاك الأنظمة، فحدِّثوا ولا حَرَج، خاصةً في التعاطي مع القضاء، وإدارات الدولة، والتعيينات، وتمرير المشبوهات، وفرض قرارات حسب المصلحة… إنّ السيادة والدستور، أيها المعنيّون في هجاء “المتنبّي”، وتهكّم “ابن الرّومي”، كانا، معكم، في خبر كان، وانّ تذكّركم ايّاهما ليس في موضعه، ولن يمرّ على أحد.

أما الموضوع المُطلَق الأهمية فهو مضمون خطاب القسم، وهو مضمون دَسِمٌ وطنيًا، يتعاطى مع القضايا الأساسيّة التي تهمّ البلاد والشّعب. من تشديدٍ على حصرية السلاح بيد القوى الشرعية، وعلى الحياد الإيجابي، واللامركزية الادارية الموسّعة، والتنمية المتوازنة، وانتشال الاقتصاد والنّقد من انحدارهما المؤذي، وتنفيذ القوانين بقضاء نزيه وقادر، ومعالجة وضع الودائع، وعدم ذكر كلمة مقاومة او الثلاثية المَقيتة القاتلة، وسوى ذلك من تعهّدات قياسيّة أطلقها فخامة الرئيس الجديد.

إنّ لبنان ليس ملكًا لأحدٍ منّا، إنّما كلٌّ منّا هو مِلك لبنان. هذا الكلام ينبغي ان يكون شعار العهد الجديد، ففيه كلّ المطلوب، وفيه كلّ الرّجاء بلبنان أفضل ذي مستقبل واعد لأجياله. إنّنا مع الرئيس، والى جانبه، وضمن مشروعه الوطني، وعسى أن يوفّقه الله، بالتّنفيذ، لينتقل البلد من الجحيم الذي زجّه فيه المعروفون، الى قيامة الحياة والنّور المُرتَجاة.