كتب داود رمال في “الأنباء”:
شهد لبنان تحولا سياسيا كبيرا بانتخاب العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، هو تطور لاقى ترحيبا عربيا ودوليا واسعا، وأعاد تسليط الضوء على لبنان كوجهة للاستقرار والعمل المشترك. انتخاب رئيس جديد للجمهورية بعد فراغ طويل لم يكن حدثا عابرا، بل كان مؤشرا على بداية مسار جديد يطمح اللبنانيون لأن يخرجهم من أزماتهم المتراكمة.
وقال مصدر لبناني واسع الاطلاع لـ «الأنباء»: «المواقف العربية والدولية التي توالت بعد الانتخاب عكست رغبة واضحة في دعم لبنان، ليس فقط لإعادة بناء مؤسساته وحل أزماته الاقتصادية والمالية، ولكن أيضا لتعزيز استقراره ضمن مظلة حماية إقليمية ودولية. عودة العمل في السفارات العربية التي علقت نشاطها سابقا، وما رافق ذلك من زيارات لمسؤولين عرب وأجانب، والتي ستشهد زيارات لوفود رفيعة المستوى، تعطي إشارات قوية بأن لبنان عاد ليكون حاضرا على أجندة المجتمعين العربي والدولي، ليس من زاوية الحروب انما من زاوية الانهاض».
وأوضح المصدر ان «هذا التوجه الجديد يمثل فرصة حقيقية لمعالجة الأزمات الاقتصادية الخانقة، بدءا من إنقاذ القطاع المصرفي وصولا إلى إطلاق مشاريع تنموية تعيد بناء البنية التحتية وتفتح المجال أمام الاستثمارات. كما أن الإصلاحات المطلوبة، والتي طال انتظارها، أصبحت قابلة للتنفيذ بفضل الضغط العربي والدولي لتأمين استدامة المساعدات والتمويلات».
وأكد المصدر ان «الأهم في هذه المرحلة هو استعادة ثقة الدول العربية، التي لطالما كانت السند الأكبر للبنان في أوقات المحن. وفتح القنوات مجددا مع دول الخليج وعودة الاستثمارات العربية سيكونان عاملين حاسمين في تنشيط الاقتصاد اللبناني. هذه العودة، التي تعزز بغطاء دولي داعم، تعيد لبنان إلى دوره التقليدي كجسر تواصل بين الشرق والغرب وكمنارة ثقافية واقتصادية في المنطقة».
وأشار المصدر إلى انه «رغم التفاؤل الذي يرافق هذه التحولات، تبقى المسؤولية الكبرى على عاتق القيادات اللبنانية في تحويل هذه الاندفاعة إلى خطوات عملية تحدث فرقا حقيقيا في حياة المواطنين. ونجاح لبنان في الاستفادة من هذا الزخم العربي والدولي يتطلب رؤية موحدة وقرارات شجاعة تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار».