تلقى الثنائي الشيعي هزيمة سياسية ثانية من العيار الثقيل في أقل من خمسة أيام، فبعد الخسارة الكبيرة التي تعرضوا لها يوم الخميس عندما اضطروا إلى انتخاب العماد جوزف عون رئيسًا للجمهورية، حاولوا إيهام جمهورهم بأنهم أبرموا صفقة في اللحظات الأخيرة لإيصال الرئيس جوزف عون. وفيما كانت الأمور تزداد تعقيدًا، تلقوا ضربة أخرى عندما تم تسمية القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بتوافق شبه إجماعي ضدهم، حيث حصل سلام على 84 صوتًا مقابل 9 أصوات فقط لصالح الرئيس نجيب ميقاتي، الذي لم يكن من الضروري أن يتم تسميته في الموعد المحدد من قبل كتلة حزب الله وكتلة الرئيس بري.
وفي الوقت الذي كان فيه الثنائي الشيعي يعتقد أنه هناك “اتفاق” لإيصال ميقاتي، تبين أن هذا الاتفاق قد لا يكون سوى على تسليم سلاح الحزب وإنهاء الدويلة داخل الدولة. هذه المرة، اضطر حزب الله إلى إعلان هزيمته التي لم يتمكن من إخفائها أو بلعها، فبادر إلى التهديد، تارةً بالحديث عن الميثاقية بحجة أن الرئيس المكلف نواف سلام لم ينل أي صوت شيعي لتكليفه، وأخرى بالحديث عن أن الفريق المقابل قد قطع يده الممدودة، في محاولة لاستعادة نغمة التهديدات القديمة التي لم تعد تجد نفعًا. وأكثر ما يمكن أن يفعله حزب الله الآن هو الامتناع عن المشاركة في الحكومة والابقاء على موقفه في المعارضة.
View this post on Instagram