Site icon IMLebanon

ايهاب مطر: لم يكن هناك كلمة سر سعودية وراء تسمية سلام

تناول النائب إيهاب مطر أبرز القضايا السياسية والاقتصادية في لبنان، مؤكدًا ضرورة الابتعاد عن المحاصصة في التعيينات الحكومية، ودعم حكومة من خبراء بعيدًا عن الفساد، كما شدد على أهمية تطبيق اتفاق الطائف، وحذر من أي محاولات لتغيير الواقع السياسي عبر خطاب طائفي أو استخدام السلاح في الداخل، مبديا الدعم لرئيس الحكومة نواف سلام، ورفض فكرة السلام مع إسرائيل مؤكدًا أن الحل يجب أن يكون ضمن إطار حل الدولتين. كما تحدث عن أهمية إعادة ترميم العلاقات مع الدول العربية، والتعامل مع قضايا مزارع شبعا وترسيم الحدود مع سوريا في ظل الظروف الراهنة.

كما أوضح مطر، عبر برنامج حوار المرحلة على الـ LBCI مع الاعلامية رولا حداد، أن الخيار الأساسي لم يكن ترشيح نواف سلام، لكن بعد انسحاب فؤاد مخزومي وتبيّن أن سلام هو المرشح الوحيد في مواجهة نجيب ميقاتي، قرر تسميته، وأضاف أن سلام طمأنه بأن ترشيحه جدي، وأنه لم يكن هناك أي تدخلات خارجية، كما أكد أنه لم يكن هناك كلمة سر سعودية وراء هذا الترشيح، على حد علمه.

وأشار مطر إلى أن الميثاقية ليست مرتبطة بالمذاهب بل هي بين المسلمين والمسيحيين، مؤكدًا أن غياب التصويت من بعض النواب الشيعة لن يؤثر على هذا المسار، كما تحدث عن شبه الإجماع الذي حصل حول اسم نواف سلام، مشيرًا إلى أن الشارع كان يطالب به بشكل واضح، ما منح ترشيحه الشرعية اللازمة.

وقال مطر إن هناك بعض التحركات المسيحية لتعزيز النفوذ حول رئيس الجمهورية، كما أبدى دعمًا لسلام بشرط أن يأخذ بعين الاعتبار تاريخهم السياسي عند اتخاذ قراراته، وأضاف أنه كان يتمنى أن يلتحق الثنائي الشيعي بهذه المسيرة، وأكد أن الطائف والدستور هما الإطار الصحيح لأي تسوية سياسية في لبنان.

وأكد مطر أنه مستقل ولا ينتمي لأي محور سياسي، مشيرًا إلى أن أسلوب التخوين الذي يستخدمه البعض لشد العصب الطائفي ليس مقبولًا، وأنه لا يوجد أي محاولة لكسر أو عزل المكون الشيعي، وأوضح أن الحزب الذي يحاول جذب الدعم من خلال خطاب يثير العصب الشيعي قد خدع نفسه، داعيًا إلى ضرورة العمل على خطاب وطني جامع بعيدًا عن التحريض والتخوين.

وتعليقًا على الأحداث الأخيرة، لاسيما إطلاق النار ابتهاجًا بوقف النار في غزة، اعتبر مطر أن هذه الممارسات هي عادات قديمة يجب توعية الناس ضدها وتطبيق القانون والمحاسبة على من يقوم بها، وأشاد بموقف وقف النار في فلسطين، معتبرًا أنه خطوة جيدة لتغيير الواقع.

وبشأن الوضع السياسي اللبناني، قال مطر إن السلاح أصبح عبئًا على الحزب، مشيرًا إلى أن نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، يتحدث عن ضرورة تطبيق اتفاق الطائف الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات، وأكد أن “الحزب العسكري” أصبح جزءًا من الماضي، وأن لبنان بحاجة إلى تركيز على القضايا الوطنية بدلاً من الاستمرار في استخدام السلاح في الداخل.

وفيما يخص الحكومة المقبلة، شدد مطر على أنه إذا خضع نواف سلام لضغوطات بهدف العودة إلى المحاصصة السياسية، فسيواجه هذا الأمر، وأكد أنه سيدعم حكومة من خبراء بعيدًا عن أي ملفات فساد أو ارتباطات حزبية، مع ضرورة تمثيل كل الأطراف بشكل يتماشى مع الدستور واتفاق الطائف.

وأضاف أنه في حال رفض الثنائي الشيعي المشاركة في الحكومة، يمكن تعيين وزراء شيعة من خارج هذا الثنائي، مضيفا أنه إذا كان لدى الحزب نية لخلق مشاكل في البلد، فمن المحتمل أن يرفض المشاركة في الحكومة القادمة، خصوصًا وأن هذه الحكومة ستشرف على إعادة الإعمار وتنظيم الانتخابات البلدية والنيابية، ففي هذه الحالة سيلقى الكثير من الانتقادات من جمهوره.

كما أكد مطر أنه لا يمكن القبول بخرق الدستور أو محاولة استخدام السلاح في الداخل، مشيرًا إلى أن لبنان بحاجة إلى حكومة تعمل لصالح الجميع دون الوقوع في فخ المحاصصة أو الفساد.

وأكد النائب إيهاب مطر في حديثه أن كلمة “مقاومة” من غير المتوقع أن تُذكر في البيان الوزاري، مشيرًا إلى أنه في حال تم فرض هذه الكلمة، فإن ذلك سيؤدي إلى مشكلة داخلية، وأضاف أن الثلاثية المقبولة بالنسبة له هي “جيش، شعب، دولة” كإطار عمل للمستقبل السياسي اللبناني.

وتحدث مطر عن ضرورة أن تضغط الحكومة باتجاه تنفيذ اتفاق وقف النار، لافتًا إلى أن الأسابيع الأولى من الاتفاق كانت ضائعة بسبب عدم تجهيز الجيش بالشكل المناسب لتنفيذه، وأكد أن اتفاق وقف النار يركز على منطقة جنوب الليطاني، وأنه من الممكن أن يتم تمديد هذا الاتفاق في المستقبل.

وفيما يخص العلاقات الإقليمية، شدد مطر على أن فكرة السلام مع إسرائيل مرفوضة تمامًا، كما أشار إلى أن التوجه الرسمي اللبناني هو إعادة ترميم العلاقات مع الدول العربية، مشددًا على أن أي اتفاقية تُنجز في منطقة الشرق الأوسط يجب أن تكون ضمن إطار حلّ الدولتين.

وتناول مطر أيضًا قضية مزارع شبعا، حيث أشار إلى أن إدارة سوريا الجديدة توفر فرصة لحل هذه القضية، موضحًا أن ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا أصبح أسهل في ظل الظروف الراهنة.

كما شدد النائب مطر على أن إيران لا تُعتبر دولة صديقة للبنان، مشيرًا إلى أن معظم مساعداتها كانت تتمثل في تقديم السلاح والتحريض في الداخل اللبناني.

وأضاف أن لبنان يجب أن يطالب إيران بالتخلي عن فكرة المحور والتمدد في المنطقة، مشددًا على ضرورة أن تكون التعيينات التي ستجريها الحكومة بعيدة عن المحاصصة السياسية.

وتحدث مطر عن الجهود التي بذلها رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، معتبرًا أنه قام بعمل جبار في حكومته السابقة ويجب تقدير هذا الجهد في الداخل اللبناني.

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي، أكد مطر أنه لا يجوز المسّ بالودائع، مشددًا على ضرورة القيام بإصلاحات جذرية في الاقتصاد اللبناني لتأمين مستقبل أفضل للبنانيين.

وعن الوضع السياسي الداخلي، قال مطر إن الشعب اللبناني انتصر بإيصال رئيس جمهورية “قد المسؤولية”، معبرًا عن تفاؤله بأن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات إيجابية نحو استقرار البلاد.

وتطرق إلى الانتخابات البلدية القادمة، مؤكدًا أنهم سوف يخوضونها بكل جدية، ولا يوجد أي سبب لتأجيلها، مشددًا على أهمية تأمين وظائف في مدينة طرابلس، التي يعتبرها من أولوياته، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بملف السلاح المتفلت في المنطقة لضمان الأمن والاستقرار.