تقرير ماريا خيامي:
في وقتٍ يواجه فيه تطبيق TikTok ضغوطًا متزايدة في الولايات المتحدة، حيث من المحتمل أن يتم حظره في حال تم تفعيل قانون جديد يقضي بتقييد التطبيقات الخاضعة لرقابة خصوم أجانب، أكد الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي فريد خليل في تحليل له أن الأمور تسير في اتجاه حظر التطبيق في حال دخل القانون حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني.
القانون المعروف باسم “حماية الأميركيين من التطبيقات الخاضعة لرقابة الخصوم الأجانب”، يفرض حظرًا على توزيعه في متاجر التطبيقات مثل Google وApple، ما يجعل من المستحيل على أي شخص في الولايات المتحدة تنزيل التطبيق إذا لم يكن قد فعل ذلك مسبقًا، كما أن هذا القانون يفرض عقوبات على خدمات استضافة الويب التي تواصل توزيع تطبيق TikTok.
لكن المعضلة التي تواجهها منصة TikTok تتمثل في حالة المستخدمين الذين يمتلكون التطبيق بالفعل على هواتفهم، حيث لا يُعرف مصير التطبيق بالنسبة لهم بعد تفعيل القانون، ففي أحد السيناريوهات المحتملة، سيظهر إشعار للمستخدمين يفيد بأن الخدمة غير متوفرة في بلدهم، مما يعني أن الوصول إلى التطبيق سيكون غير ممكن في حال تم تفعيل القانون، فيما سيؤدي غياب التحديثات مع مرور الوقت إلى جعل التطبيق قديمًا.
لكن، بحسب خليل، القانون الجديد لن يطال المستخدمين بشكل مباشر، مما يعني أنه حتى لو تم تفعيل الحظر، سيظل بمقدور الأشخاص الذين يمتلكون TikTok على هواتفهم الاستمرار في استخدامه، ومع ذلك، يبدو أن هذه الفرصة ستكون مؤقتة، حيث قد تتدهور تجربة المستخدم بمرور الوقت، خاصة إذا لم تتوفر تحديثات جديدة، مما يجعل استخدام التطبيق أكثر صعوبة.
وأشار خليل إلى أنه من المحتمل أن يتمكن المستخدمون من تجاوز الحظر باستخدام شبكات VPN التي تمنحهم الخصوصية وتتيح لهم إخفاء موقعهم الجغرافي، لكن هناك محاذير تتعلق باستخدام هذه الشبكات، خاصة المجانية منها، حيث يمكن أن تُعرّض المستخدمين لخطر تسريب بياناتهم أو تحميل برامج ضارة على أجهزتهم.
ورغم هذه التحديات، يعتقد خليل أن هناك بدائل يمكن للمستخدمين اللجوء إليها في حال الحظر، مثل منصات “Instagram” و”Snapchat” و”Facebook”.
وأشار خليل إلى أن حظر التطبيقات في أي دولة يُعد مسألة حساسة تتعلق بالأمن والسياسة، مشيرًا إلى أن أي دولة لديها الحق في فرض الحظر على التطبيقات بناءً على اعتبارات أمنية أو أخلاقية، وهو أمر قد يشمل حتى تطبيقات كبيرة مثل TikTok.
وفي خضم هذه الأزمة، قد تتغير موازين القوى في السوق، حيث يُحتمل أن تقوم بعض الشخصيات البارزة مثل إيلون ماسك بالتدخل أو حتى اتخاذ خطوات لوضع يده على المنصة في المستقبل، رغم أن هذا الأمر ما زال بعيدًا في الوقت الحالي.
لا يزال مصير TikTok في الولايات المتحدة غير واضح، إذ يتوقف على قرارات قضائية وتشريعية قد تؤثر بشكل كبير في طريقة تفاعل المستخدمين مع التطبيقات في المستقبل، في حين ان المواطنين وخاصة المراهقين يترقبون القرارات “على نار حامية”.