كتب يوسف فارس في “المركزية”:
لا يستدل من المسار السياسي للأمور ان البلاد تتجه الى ازمة حكم بفعل المواقف المتشنجة للثنائي الشيعي نتيجة ما الت اليه الاستشارات لتكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة .الاجواء الصادرة عن الرئيسين إيجابية وتدعو الى الاطمئنان املة في ان يكون ما حصل بمثابة غيمة صيف ومرت، خصوصا وان زيارة وفد المجلس الشيعي الى بعبدا صبت في هذا الاتجاه، حيث سمع كلاما واضحا من الرئيس عون انه لا يمكن لمكون ان ينكسر وغيره لا، واذا انكسر واحد ينكسر لبنان بأسره . علما ان الخطأ الأساس الذي قد يكون ناجما عن سوء تفاهم غير مقصود كان في الربط بين بقاء الرئيس نجيب ميقاتي على رأس الحكومة بوصفه ضمانة للحزب فيما عدمه تجاوز للدور الشيعي هو امر غير دقيق، لان القاضي سلام يشكل ضمانة في ما خص مسألة الصراع مع إسرائيل فضلا عن كونه اصلاحيا ولا يشكل تحديا بحكم شخصيته. اضافة فقد كان الخيار الأول والاساسي في فترات سابقة لاكثر من جهة وطرف وقد جاءت تسميته لرئاسة الحكومة نتيجة تقاطع دينامية لبنانية وخارجية .
جدير ان ما يطمئن اكثر ان توجه الرئيسين عون وسلام هو عدم حصولهما على حصص وزارية في سابقة ستكون الأولى منذ تطبيق دستور الجمهورية الثانية حيث اعتاد الرؤساء على ان تكون لديهم كتلة وزارية ونيابية.
النائب التغييري ياسين ياسين يقول لـ “المركزية” : بديهي القول ان لبنان يشهد مرحلة جديدة لاعادة بناء الدولة والمؤسسات برعاية عربية ودولية .بدأت بانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية وبتكليف القاضي نواف سلام تشكيل الحكومة . وذلك باجماع محلي وخارجي كونهما الأفضل لقيادة التغيير بدليل الاجماع النيابي الذي حظيا به . من هنا ضرورة الانضمام لىمسيرة العهد لان عملية اللعب بالنظام والمؤسسات انتهت الى غير رجعة . اما العزف على الوتر الطائفي لعرقلة انطلاقته لم تعد تجدي نفعا.. على الجميع الاعتياد على اللعبة الديموقراطية . في السياسة هناك ربح وخسارة . والاعتراف بالحقيقة فضيلة . اما الادعاء بالانتصارات الوهمية فقد رأينا نتائجها على الأرض . من هنا القول ان لا احد يزايد على وطنية رئيس الجمهورية الذي استطاع الحفاظ على وحدة لبنان وسلمه الاهلي في اصعب الظروف. كما على وطنية الرئيس المكلف الذي ترك رئاسة المحكمة الدولية بعائداتها المعنوية والمادية واتى لقيادة سفينة النهوض بلبنان من الدرك الذي اوصلتنا اليه المنظومة التي ستجد صعوبة في التخلي عن مكتسباتها والتأقلم مع المسيرة الجديدة .
ويتابع مؤكدا ان لا احد في الداخل والخارج تواصل معه لتسمية الرئيس المكلف. اما القول ان هناك اتفاقا تم الاخلال به، فذلك مستغرب في ظل الاجماع على ان الاستشارات النيابية الملزمة التي اجراها رئيس الجمهورية كانت صناعة لبنانية بدليل نيل الرئيس المكلف اجماعا نيابيا قارب ثلثي أعضاء المجلس النيابي . لذا أقول ان العودة الى لبنان وطنا جامعا لكل المكونات اللبنانية هي الضمانة الوحيدة لجميع أبنائه على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية .
ويختم لافتا الى ان مرحلة النهوض بلبنان بدأت مع تكوين سلطة جديدة من خارج المنظومة والطاقم السياسي الحاكم . والقول ان لبنان غير قابل للتعافي يجافي الحقيقة بدليل توقع “موديز” العالمية الإيجابي لعودته الى الازدهار في سنوات قليلة .