IMLebanon

تصميم فرنسي على لعب دور محوري في دعم استقرار لبنان

كتب داود رمال في “الانباء الكويتية”:

يشهد لبنان محطة سياسية بارزة الجمعة مع زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بيروت، وهي الزيارة الثالثة من نوعها منذ حادثة انفجار مرفأ بيروت صيف عام 2020. وتأتي هذه الزيارة في ظرف استثنائي بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتكليف رئيس جديد بتأليف حكومة العهد الأولى، ما يمنحها أبعادا سياسية وديبلوماسية مهمة.

وقال مصدر سياسي لبناني لـ «الأنباء»: «تحمل زيارة ماكرون رسائل أساسية عدة يعكس من خلالها عمق الالتزام الفرنسي تجاه لبنان. وأبرز هذه الرسائل تأكيد سيادة لبنان على أراضيه، ودعمه في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية التي يحتاجها بشدة لتحقيق التنمية والازدهار، والحفاظ على وحدته الوطنية في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها، والتأكيد على استمرار الدعم الفرنسي للاستقرار والهدوء على طول الحدود الجنوبية».

وأوضح المصدر ان «ماكرون يصل إلى بيروت برفقة وفد رسمي يضم وزيري الخارجية والدفاع جان نويل بارو وسيباستيان لو كورنو، إلى جانب مبعوثه الخاص إلى لبنان الوزير السابق جان إيف لو دريان، بالإضافة إلى عدد محدود من النواب والشخصيات الفرنسية ذات العلاقات الخاصة بلبنان. ويعكس اختيار هذا الوفد دقة المهمة التي يقوم بها ماكرون، وحرصه على إتمام لقاءاته بشكل يعزز العلاقات الثنائية ويرسخ التعاون في القضايا ذات الأولوية».

وأضاف المصدر «وفق البرنامج الرسمي، يستهل ماكرون زيارته بلقاء مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا، حيث سيعقدان مؤتمرا صحافيا لإعلان نتائج النقاشات، كما يلتقي ماكرون برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إضافة إلى الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة نواف سلام، الذي سبق لفرنسا أن اقترحته لرئاسة حكومة إصلاحية. وتحمل هذه اللقاءات بعدا مهما في إطار إعادة تنشيط العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية، وإيجاد أرضية مشتركة لتعزيز الاستقرار وتنفيذ الإصلاحات».

وتابع المصدر «من المحطات البارزة في زيارة ماكرون اجتماعه مع قادة قوات «اليونيفيل» في مقر السفير الفرنسي في بيروت، حيث سيلتقي أيضا رئيس مجموعة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، والجنرال الفرنسي غيوم بونشان. ويهدف هذا اللقاء إلى مراجعة تطبيق الاتفاقيات القائمة ومناقشة الخطوات العملية لتسريع انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، بالتوازي مع تعزيز انتشار الجيش اللبناني في المنطقة بما يضمن تثبيت الأمن والاستقرار».

وأكد المصدر ان «زيارة ماكرون تحمل رسالة دعم واضحة للعهد الجديد في لبنان، خصوصا أنها تأتي كأول زيارة لرئيس أجنبي بعد انتخاب رئيس للجمهورية، ما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بهذا الاستحقاق وما يمكن أن يمثله من فرصة للبنان لاستعادة دوره في المحافل الدولية. والرسائل الفرنسية التي يحملها ماكرون تركز أيضا على أهمية استكمال الإصلاحات الاقتصادية التي باتت شرطا ضروريا لحصول لبنان على الدعم الدولي، خصوصا من صندوق النقد الدولي الذي يمثل أمله الرئيسي للخروج من الأزمة الاقتصادية».

ولفت المصدر إلى ان «هذه الزيارة ليست فقط تأكيدا على متانة العلاقات اللبنانية ـ الفرنسية، بل أيضا دليل على تصميم فرنسا على لعب دور محوري في دعم استقرار لبنان. فمنذ انفجار المرفأ (4 آب 2020)، كانت باريس حاضرة بقوة في المشهد اللبناني، سواء من خلال الدعم السياسي أو الإنساني. واليوم، تعود فرنسا لتؤكد أنها لن تتخلى عن لبنان في لحظة تحتاج فيها البلاد إلى كل أشكال الدعم لاستعادة الثقة الدولية».

واعتبر المصدر ان «زيارة ماكرون إلى بيروت في هذا التوقيت المهم جدا، تمثل فرصة فريدة للقيادة اللبنانية لتعزيز التعاون مع باريس والمجتمع الدولي، وبناء زخم سياسي جديد يضع لبنان على طريق التعافي. ويبقى التحدي الأكبر هو قدرة اللبنانيين أنفسهم على التقاط هذه اللحظة وتحويلها إلى نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية. وفي ظل الزخم الدولي الذي تولده هذه الزيارة، يبقى الأمل معقودا على العهد الجديد لترجمة الدعم الدولي إلى إنجازات ملموسة تعيد للبنان مكانته التي يستحقها».