كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
يلاحظ مصدر سياسي أن تعاطي الثنائي الشيعي في ملف تشكيل الحكومة الجديدة، هو انعكاس لفشل خيار ايصال مرشح الثنائي لرئاسة الجمهورية، وانتخاب العماد جوزاف عون للرئاسة، وبعده تسمية مرشح المعارضة القاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة، مقابل فشل مرشح الثنائي الرئيس نجيب ميقاتي، ما راكم في الخسارة السياسية التي تلقاها هذا التحالف، ما دفعه إلى التصرف بعصبية، انسحبت على سلوكياته،برفض تسمية الرئيس المكلف، ومقاطعة الاستشارات غير الملزمة معه، ورفض رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الالتقاء به في بداية الاستشارات غير الملزمة بالمجلس، في تصرف غير مألوف، ولا يليق بموقع الرئاسة، ويؤسس لعلاقة غير سليمة بين الرئاستين، الثانية والثالثة في المرحلة المقبلة.
ومن وجهة نظر المصدر، انه بدلا من ان يتصرف الثنائي بحدّة في عملية تشكيل الحكومة الجديدة، ويستفز الرئيس المكلف، للتعبير عن ردة فعله وعلى الخسارة الجسيمة التي لحقت به، عليه الاعتراف بالواقع السياسي المنبثق عن تبدل موازين القوى الجديد، بعد التحولات المحلية والاقليمية والدولية المتواصلة، والتعاطي مع مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، انطلاقا من الاحجام والتمثيل السياسي لكل القوى، لمعرفة كيفية تعاطي الرئيس المكلف، وبعدها يمكن الرد عليه سلباً، أم إيجاباً، وليس استباق الامور قبل حدوثها، تفاديا لردات فعل غير محسوبة،تزيد من التعقيدات القائمة، وتعرقل مسار التأليف، لاسيما وأن الرئيس المكلف ابدى كل انفتاح وايجابية للتشاور والاستماع إلى مطالب الثنائي، وهواجسه بالتشكيلة الوزارية وغيرها.
وفي اعتقاد المصدر أنه بدلا من ان يهاجم الثنائي الشيعي خصومه السياسيين وينتقد تصرفاتهم، وتوجهاتهم التي افضت إلى انتخاب رئيس الجمهورية جوزاف عون، على حساب من كان مطروحا من قبلهم، سراً أو علانية، وهم معروفون واسماؤهم متداولة، وبعدها فشل ايصال مرشحهم نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، عليه أن يجري مراجعة جديّة، لادائه السياسي وسلوكياته في التعاطي مع سائر الاطراف السياسيين، ومقاربته لكل الملفات والقضايا والازمات المتتالية التي يواجهها لبنان، لمعرفة مدى ايجابية ونجاح هذا الاداء او فشله، في ضوء النتائج الكارثية التي يعايشها اللبنانيون حاليا، خصوصا ارتدادات سلوك الترهيب والتهديد بالسلاح داخليا، وتأثيره السلبي على تعطيل الحياة السياسية، واخرها الانتخابات الرئاسية،وجرِّ لبنان للحرب مع إسرائيل، بمعزل عن قرار الدولة اللبنانية والشعب اللبناني، وتدهور الاقتصاد اللبناني والوضع المالي ايضا.
وكذلك الامر، مراجعة تحالفات الثنائي السياسية مع اطراف ونواب في العديد من المناطق، والتي اثبتت منذ مدة فشلها، بعد انفكاك اطراف اساسيين عنها وتحولهم إلى التموضع بتحالفات او مواقع مناهضة، ومعظم هؤلاء الحلفاء انقلبوا على خيارات الثنائي، أكان بانتخاب رئيس الجمهورية، أو بتسمية رئيس الحكومة ما أدى إلى خسارة الثنائي بكليهما.