IMLebanon

الأبعاد الاستراتيجية لزيارة ماكرون إلى لبنان

كتب أندريه مهاوج في “نداء الوطن”:

حملت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان بعداً استراتيحياً يتخطى العلاقات الثنائية إلى الوضع الأمني العام في المنطقة واستقرارها. عمليّاً توفّر زيارة ماكرون فرصة لتعزيز التعاون الأمني ومناقشة سبل تحقيق الاستقرار في المنطقة. وقد تناول عدد من وسائل الإعلام الفرنسية المرئية والمكتوبة مفاعيل هذه الزيارة وما يمكن أن يحمله معه الرئيس الفرنسي إضافة إلى ردود الفعل المتوقعة المحلية والإقليمية.

تحيط بلبنان دول تعاني من صراعات وتوترات سياسية، مثل سوريا وإسرائيل وإيران، إذ أوجدت الحرب الأهلية السورية، والتوترات بين إسرائيل و”حزب الله”، والطموحات الإقليمية لإيران بيئة غير مستقرّة. وتلعب فرنسا، كقوة أوروبية ذات تأثير، دوراً رئيسيّاً في الوساطة وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

التعاون العسكري والأمني

تحتفظ فرنسا ولبنان بتعاون عسكري وأمني طويل الأمد. وقد تعزز زيارة ماكرون هذا التعاون من خلال التدريب والعتاد والإعلان عن برامج تدريب جديدة للقوات المسلحة اللبنانية وتوفير المعدات العسكرية لتعزيز قدراتها، والتعاون في مجال العمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب والجماعات المسلحة غير الشرعية. بالإضافة إلى مشاركة المعلومات الاستخبارية وتحسين مشاركة المعلومات الاستخبارية بين الخدمات الأمنية الفرنسية واللبنانية لاستباق أي تهديد أمني محتمل بشكل أفضل.

التأثير على الديناميكيات الإقليمية

قد تحدث زيارة ماكرون تأثيراً كبيراً على الديناميكيات الإقليمية في كل من سوريا حيث تسعى فرنسا للعب دور في إعادة بنائها وفي إدارة ملف اللاجئين السوريين في لبنان. وفي إسرائيل حيث تشرف فرنسا على تنفيذ اتفاق وقف النار وأخيراً بشأن إيران ومواجهة الطموحات الإقليمية لإيران وسبل احتواء تأثيرها في لبنان والمنطقة.

وتوقّعت التقارير أن تؤدّي زيارة ماكرون إلى ردود فعل من قبل الجهات الفاعلة إقليميّاً: إذ يرى “حزب الله”، زيارة ماكرون كفرصة أو تهديد، اعتماداً على المبادرات المعلنة. من جهتها، قد ترحب إسرائيل بالجهود الفرنسية لاحتواء تأثير إيران و”حزب الله”. أمّا إيران، فقد تشكك بالمبادرات الفرنسية، لا سيّما إذا كانت تستهدف تقييد تأثيرها الإقليمي.

زيارة الرئيس الفرنسي إلى لبنان، فرصة حاسمة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. من خلال التعاون العسكري، ومبادرات الاستقرار، والجهود الدبلوماسية، يمكن أن تلعب فرنسا دوراً رئيسيّاً في إدارة التوتّرات وتعزيز السلام في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن التحديات كثيرة، وسيعتمد نجاح هذه الزيارة على قدرة فرنسا على التنقّل في بيئة جيوسياسية معقدة والحصول على دعم الفاعلين الإقليميين المختلفين.