تقرير ماريا خيامي:
في ظل التحديات التي تواجه القطاعات الحيوية في لبنان، بات من الضروري إعادة النظر في تطوير وتشغيل مرافق جديدة تساهم في تخفيف الأعباء وتحفيز النمو الاقتصادي، أحد أبرز هذه المشاريع هو تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض- القليعات في شمال لبنان، الذي بقي معطلاً لسنوات طويلة لأسباب سياسية.
وأشار النائب رازي الحاج في حديث لموقع IMLebanon إلى أن تشغيل مطار القليعات يُعد خطوة ضرورية ومنطقية لتلبية احتياجات لبنان التنموية والاقتصادية.
وأوضح أن المطار جاهز من الناحية التقنية والتشغيلية، إذ يتمتع بالبنية التحتية اللازمة للانطلاق، مع وجود دفاتر شروط جاهزة، وشركات مهتمة بالتنفيذ تنتظر فقط اتخاذ القرار الوزاري لبدء العمل.
المنافع الاقتصادية والتأثير الإيجابي على الشمال
أوضح الحاج أن تشغيل مطار رينيه معوض سيُحدث نقلة نوعية خاصة في منطقة الشمال، التي تعاني ضعفاً واضحاً في المشاريع التنموية، بحيث يُتوقع أن يسهم المطار في فتح آفاق اقتصادية جديدة، بما في ذلك إنشاء مناطق اقتصادية خاصة قادرة على تعزيز التنمية المحلية، مما يخلق فرص عمل واسعة لأبناء المنطقة ويُحسن ظروفهم المعيشية.
إلى ذلك، اوضح أن هذه الخطوة قد تُساهم في زيادة الحركة السياحية عبر رفع القدرة الاستيعابية للمسافرين، حيث بات من الضروري أن يمتلك لبنان أكثر من مطار للتعامل مع احتمال ازدياد أعداد السياح في المستقبل القريب.
تخفيف الأعباء وتعزيز الأمن الاستراتيجي
من بين الفوائد المهمة لتشغيل مطار رينيه معوض، تخفيف الضغط عن مطار بيروت الدولي، سواء من حيث الكثافة المرورية أو عبء السفر على أبناء الشمال الذين يضطرون للتنقل لمسافات طويلة للوصول إلى العاصمة، يضيف الحاج.
إلى جانب ذلك، يُشكل وجود مطار ثانٍ ضمانة استراتيجية في حال حدوث أي طارئ تقني أو لوجستي في المطار الأساسي.
خطوة منتظرة من الحكومة
كما لفت الحاج إلى انه من المتوقع أن تتخذ الحكومة الجديدة قراراً حاسماً في هذا الصدد، خاصةً أن المرافق الحيوية المتعددة، سواء كانت مرافئ بحرية أو مطارات، تُعد عنصراً استراتيجياً لدعم الاقتصاد الوطني وضمان الاستقرار اللوجستي.
واضاف: “يبدو أن هناك توجهاً جاداً لإعادة إحياء هذا المشروع، الذي سيشكل نقطة تحول إيجابية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.”
إعادة تشغيل مطار رينيه معوض- القليعات ليست مجرد فكرة، بل ضرورة وطنية ملحة تضع لبنان على طريق التطور الاقتصادي والاستقرار اللوجستي. ويمثّل هذا المشروع فرصة ذهبية لتخفيف الضغط عن المرافق الحالية، وتعزيز التنمية في منطقة الشمال ولبنان ككل، ورفع كفاءة القطاع السياحي، مما يجعل القرار بتنفيذه خطوة لا بد منها في المرحلة المقبلة.