أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في حديث لإذاعة مونت كارلو الدولية عن العلاقة الخاصة بين لبنان وبين فرنسا ووصفها بالتاريخية، خاصة بعد أن كان الرئيس إيمانويل ماكرون أول من أتى بعد انفجار مرفأ بيروت، وطالب بالقيام بإصلاحات مطالبة بالعدالة في هذه المرحلة، الأمر الذي آن له أن يتحقق أي عن العدالة للذين فقدوا واستشهدوا في ذلك الانفجار الرهيب. وأكد جنبلاط أن لبنان اليوم يدخل في مرحلة جديدة. ومن أبرز الملفات الرئيسية التي تنتظر تشكيل الحكومة هي مسألة تطبيق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ومن المعروف أن فرنسا تترأس مع الولايات المتحدة لجنة الإشراف على تطبيق وقف إطلاق النار.
ويضيف جنبلاط أن “ما من أحد يستطيع أن يتنبأ ماذا تريد اسرائيل. ورأينا هذا التأخير الذي جرى في وقف إطلاق النار في غزة وعشرات الآلاف من الضحايا في لبنان.. هناك لجنة مشرفة وأعتقد أن فرنسا هي من أهم العناصر في هذه اللجنة.. وستكون مع الولايات المتحدة كنوع من الرقيب على الانسحاب، وكلما انسحب الاسرائيلي وقام الجيش اللبناني بواجباته على أفضل حال. نعود إلى الحدود الدولية حيث يبقى هناك بعض النقاط للترسيم”، وشدد جنبلاط على أهمية ما ورد في كلمة الرئيس اللبناني جوزيف عون التمسك باتفاق الهدنة، لأن أي محاولة للتطبيع أو السلام ليست لصالح لبنان.
وهذا نص الحديث:
-من ضمن مطالب فرنسا وصندوق النقد الدولي هو تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية لضمان ازدهار اقتصادي في المرحلة المقبلة، هل الظروف ستكون مهيأة خاصة لهذا الملف مع تشكيل حكومة في لبنان في الأيام المقبلة؟
كل هذا سيتبين بعد تشكيل فريق العمل للحكومة التي يترأسها الأستاذ نواف سلام، وعليه أن يأتي بخبرات تقنية اقتصادية من أجل الإصلاح، ومن أجل تنفيذ بعض التوصيات لصندوق النقد الدولي أيضاً. هناك توصيات معينة لا بد من تنفيذها، وتنفيذ أيضا ما تبقى من توصيات أو من بنود في اتفاق الطائف.
-أما فيما يتعلق بتشكيل الحكومة، فأخر المستجدات هي إعلان رئيس الحكومة المكلف نواف سلام عن انتهاء الاستشارات غير الملزمة، لكنه لن يطرح أسماء حتى هذه اللحظة. هل لديكم معلومات حول معالم أو شكل هذه الحكومة؟
بصراحة لا أملك أي معلومات ولا أريد أن أتدخل في هذا الموضوع، هذا الأمر أصبح في موضوع التشكيل والاستشارات يجريها تيمور رئيس اللقاء الديموقراطي والحزب.
-وحتى ليس لديكم معلومات حول شكل هذه الحكومة إذا ما كانت ستكون حكومة سياسية أو تكنوقراط مثلاً؟
الأفضل أن لا تكون حكومة سياسية أو حكومة برلمانية لأن الاختصاصات موجودة في خارج إطار المجلس النيابي. معظم الاختصاصات تكون خارج السياسة لذلك من الأفضل بكثير الخروج من الدوامة الماضية.
-عندما يعلن رئيس الحكومة المكلف اليوم عن إنتهاء الاستشارات غير الملزمة.. هل يعني ذلك أن العقبات التي كانت متعلقة بحزب الله وحركة أمل تم تفكيكها وهناك أجواء إيجابية؟
قبل الساعة الثانية عشر، قابل الرئيس نواف سلام الرئيس نبيه بري ويبدو أن الأجواء مقبولة وإيجابية. في النهاية هناك مكون أساسي في لبنان ألا وهي الطائفة الشيعية. ولا نستطيع أن نشكل حكومة بدون شيعة، فلا بد من تمثيل هذه الطائفة بالظروف الجديدة.
-البعض اعتبر أن تصويتكم لصالح رئيس الحكومة المكلف نواف سلام كان مفاجئا. كيف تعلقون على ذلك؟.
لماذا كان مفاجئا؟ اتخذنا القرار في صباح الاثنين، اتخذ القرار تيمور وأيدته في قراره. كانت هناك إشاعات بتجديد حكومة الرئيس ميقاتي. لكن هواء التغيير هب على الجميع ولا بد من تغيير من انتخاب الرئيس إلى تسمية رئيس جديد للوزراء. وأذكر بأننا صوتنا في الماضي مرتين لصالحنا وفشلنا، وما من احد من الكتل النيابية الحالية صوتت معنا.
-كيف تصفون اليوم علاقتكم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري؟
بالرغم من كل شيء.. هو صديق وحليف قديم وهو صديق ورفيق في السلاح.-كنتم المسؤول اللبناني الأول الذي زار سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، والتقيتم قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع. ما الذي لمستموه من خلال هذه الزيارة؟ من قبل الشارع تحديدا؟
زرت سورية الجديدة وزرت دمشق لأن هناك علاقات تاريخية بين لبنان وسورية، زرت سورية التي تحررت أخيرا من أربعة وخمسين عاما من حكم آل الأسد، زرت أحمد الشرع وأطالب أو أتمنى إعطاء سورية والشعب السوري فرصة لانه يستحقها بعد الخروج من السجن الكبير كما سماه آنذاك كمال جنبلاط، السجن العربي الكبير.. السجن السوري الكبير.