IMLebanon

هل تنسحب اسرائيل بشكل كامل من لبنان؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

ستة أيام تفصل عن تاريخ 26 كانون الثاني موعد انتهاء هدنة وقف إطلاق النار بين لبنان واسرائيل، فيما لم تنسحب القوات الاسرائيلية بعد ولم تتوانَ طوال كل تلك الفترة عن خرق الاتفاق والتمدد في حولا ووادي السلوقي وتفجير المنازل بين بليدا وميس الجبل ولم تنسحب حتى اليوم من عيتا الشعب في القطاع الغربي، حيث قامت بتجريف مقبرة البطيشية الواقعة في محيط تل إسماعيل، التابعة لبلدة الضهيرة.

وفيما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فياض أن “في حال عدم التزام العدو الإسرائيلي بهذا الانسحاب، فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار آلية الإجراءات التنفيذية ونسف دور الأمم المتحدة في رعاية هذا الاتفاق، ما سيضع لبنان أمام مرحلة جديدة من الحسابات العسكرية والسياسية”، يتوقع ان تجتمع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار اليوم لإقرار الانسحاب الاسرائيلي الكامل. فما السيناريو المتوقع وهل تنسحب اسرائيل تحت الضغط الاميركي؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقول لـ”المركزية”: “الظاهر ان لبنان لم يكن في موقع القادر على فرض شروطه كما حصل في غزة، حيث فرضت حركة “حماس” شروطها وتحكّمت بالاتفاق وتدرّجت في وقف إطلاق النار زمنياً خلال 40 يوماً، مقابل إجراءات معينة وتوصّلت الى مبتغاها، كتسليم 3 رهائن فقط أسبوعياً مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ووقف عمل الطيران لمدة 12 ساعة يومياً والخروج من محور “نتساريم” أولاً ومن ثم “فيلادلفيا”، والخروج الى الأماكن الآهلة في غزة، وصولا الى الخروج الى حدود غزة يليها خروج نهائي”.

ويرى ملاعب ان “لبنان ، لم يكن أولاً يملك القوة اللازمة لفرض هذا التدرج في تنفيذ الاتفاق. وثانيا، يبدو ان ما حصل في غزة ولبنان عموماً وسوريا خصوصاً هو نوع من أمان قريب، أي وقف الأخطار الداهمة للأراضي المحتلة”، مشيراً إلى أن “التدخل التركي في سوريا والذي صادف مع وقف إطلاق النار في لبنان في اليوم التالي، وتزامن مع استهداف اسرائيل لسوريا بنحو 400 غارة دمّرت 70 في المئة من قدرات الجيش السوري، وتوغلها 200 كلم داخل الاراضي السورية في المناطق العازلة ضمن اتفاقية “أندوف” وصولا الى احتلال جبل الشيخ، وبذلك تكون اسرائيل قد أبعدت أي خطر من ناحية سوريا”. ويضيف: “كذلك قبل انسحابها من غزة، أقدمت على جرف منطقة داخل غلاف غزة لا تقل مساحتها عن 500 متر، كنوع من منطقة مكشوفة تسمح لها بأن تتلافى مستقبلا اي هجوم مضاد. إذا ما قارنّا ما حصل في سوريا وغزة وأسقطناه على الواقع اللبناني، يبدو ان تأمين الامن القريب لاسرائيل يدخل ضمن موافقة أميركية. ليس صدفة ان تصل اسرائيل الى جبل الشيخ وتحتل هذه المناطق. يبدو ان لها هدف آخر، وهو ما أعلنته منذ البداية، بأنها لن تقبل بأن تبقى ايران تهدد او أن تعيد بناء هذا المحور الذي تقوده. وبالتالي، ما حصل من تلاف لأي أخطار داهمة ضمن الحدود القريبة لاسرائيل هدفه التفرغ للخطر الأكبر والقادم من طهران. وبدأنا نسمع كلاما بأن في اول عهد الرئيس الاميركي دونالد ترامب ستكون موافقة على التعامل العسكري مع طهران. وقد أعلنها صراحة الوزير المُقترح كوزير خارجية في الولايات المتحدة الاميركية بأن “لن نسمح بالنووي الايراني”.

وبتابع: “ثالثا، إذا أوقف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو القتال، سيُحاسَب في اليوم التالي. لذلك اعتقد ان في حال أوقف القتال في منطقتنا، سيتابعه باتجاه اليمن وايران. لكن، إذا تقيّدت اليمن بما كانت تكرره دوماً بأنها ستوقف حرب الإسناد إذا نُفِّذت الهدنة في غزة، فهذا يعني أن لم يعد من خطر من اليمن، إنما من ايران. والحاجة لبقاء نتنياهو داخلياً تتطلب ان يبقى ضمن حرب ويُتابع”، لافتاً الى “هذا الإطار الخارجي يقودنا الى القول بأن الاميركي الذي سمح لاسرائيل باحتلال المناطق العازلة في سوريا والوصول الى جبل الشيخ وكذلك الهدنة التي حصلت مع غزة، يبدو انه سمح لاسرائيل ان يكون لديها أمر مماثل اي منطقة عازلة في الجنوب اللبناني بين 5 و6 كلم. إذا كانت الـ500 متر في غزة كافية ضد البنادق والاسلحة المتوسطة، ففي لبنان كونه يشكل ظهيراً كبيراً وليس محصورا كغزة، يحتاج الى 5 او 6 كيلومترات كي يتلافى الخطر القريب الذي يتمثل بصواريخ الكورنيت او الـ “أر بي جي” باتجاه المستوطنات في الجليل الاعلى”، معتبراً ان “ما حصل لم يكن من ضمن الاتفاق الذي عُرِض على لبنان، لكن سمعنا سابقاً ويبدو ان هذا ما حصل، ان هناك اتفاقا اميركيا -اسرائيليا يسمح لاسرائيل بإقامة منطقة عازلة ، وهذا ما تنفذه على الارض وبموافقة اميركية –فرنسية على ما يبدو. إذا تم التنفيذ وانتهى فلن يبقى اي اسرائيلي في الأراضي التي دخلها مجددا، لكن إذا اقتضى الامر، يمكن ان يتمدد لبضعة أيام فقط لإنجاز المنطقة العازلة. صحيح أنها تسمى هدنة لكنها على الارض تنفيذ ومسح لمنطقة واسعة”.

ويختم: “عن اي هدنة نتحدث؟ هي هدنة نُفِّذت من قبل حزب الله لكنها لم تُنفذ من طرف اسرائيل التي انشأت في هذه الفترة الحزام الامني حولها في كامل المنطقة. أتوقع أن تخرج اسرائيل خلال الستة ايام المتبقية، وهذا ما نراه على ارض الواقع، هناك صمت من قبل حزب الله وحتى من الدولة اللبنانية. يبدو ان الاميركيين افسحوا المجال للاستقرار في لبنان وألا يكون هناك مستقبلا خطر من كل لبنان وليس فقط من الجنوب باتجاه اسرائيل. هذا ما استدعى وصول شخص بمستوى قائد الجيش، موثوق من كافة الفرقاء في لبنان والخارج الى رئاسة الجمهورية وان نصل الى مرحلة ينتهي فيها الاستخدام الخارجي من دولة خارجية لفئة من لبنان تحارب بسلاحها. في الداخل نحن امام وضع سليم قد يقودنا الى استراتيجية دفاعية مستقبلية، كما يريدها لبنان كله أي لا سلاح خارج الشرعية”.