IMLebanon

لهذا لا تناسب “المعارضة” الحزب!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

لا تتجه حركة امل وحدها نحو المشاركة في الحكومة العتيدة، بل حزب الله اتخذ على ما يبدو هذا القرار أيضا. بداية، كان الفريقان غاضبين مما حصل ابان استشارات التكليف، ثم رضي رئيس مجلس النواب نبيه بري، وقيل انه قد يشارك في الحكومة فيما يبقى الحزب في المعارضة، قبل ان ترسو الامور على ان الطرفين يريدان الدخول.

من حديثٍ عن خديعة واقصاء وكمائن، صار الحزب يتحدث اليوم عن ضرورة تأمين انطلاقة فاعلة للعهد، وهو يجري مشاورات مع الرئيس المكلّف نواف سلام من اجل الاتفاق معه على بعض النقاط، كما انه يتحدث عن تعاون وايجابية.

منذ ايام مثلا، رأى نائب رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” الوزير السابق محمود قماطي أن “هناك جوا من التفاؤل في إطار الاتصالات التي تجري”. وقال “لم نغلق الطريق ولا في يوم من الأيام على أي دولة، وإنما ما كنّا نقوله، هو أن على لبنان أن ينفتح باتجاه الشرق والغرب، لا أن يحصر انفتاحه فقط على الغرب”. وقال خلال احتفال تكريمي في السانت تيريز “كنّا وما نزال متعاونين ومرحبين ومتفهمين للوضع الداخلي اللبناني ولتعزيز وضع الدولة في خدمة المواطن، ولا يوجد هناك أي مشكلة مع الأشخاص أبداً”.. اما امس، فاشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن الى أن “هناك نقاشات تجري حول الحكومة، حول الشراكة والميثاقية، حول موجبات الدستور اللبناني وصيغة العيش المشترك التي تقتضي ممارسة سياسية تؤدي إلى تحقيق هذه الشراكة”. وتمنى خلال لقاء إعلامي في بعلبك “انطلاقة متيسرة للعهد وللحكومة لمواجهة التحديات المطروحة أمام الجميع”.

لكن لماذا قرر الحزب استيعاب الصدمة الرئاسية والحكومية والدخول الى الحكومة؟ لأنه ببساطة لا يتحمل الذهاب إلى المعارضة، تقول مصادر سياسية سيادية لـ”المركزية”. هو تجرع كأسا مرة وقرر غض الطرف عن خسارته السياسية، والدخول الى السلطة لانه اعتاد ان يعيش من خدماتها وان يخدم ناسه من “جيبها”، فيُدخلهم الى المراكز والوظائف ويسهل لهم معاملاتهم ويغض الطرف عن مخالفاتهم… المعارضة اليوم لا تناسبه، خاصة عشية انتخابات نيابية ومع انقطاع المال والسلاح عنه.

ثانيا، هو يريد ان يكون حاضرا على الطاولة وفي قلب دائرة القرار في الفترة المقبلة، ليعرف كيف سيتم تطبيق اتفاق وقف النار وكيف ستتم عملية إعادة الاعمار وهل سيُسمح لكل الدول منها ايران، بالمشاركة فيها وهل يمكن ان تصل بعض اموال المساعدات الى وزراء في الحزب، فيستخدمونها بما يناسب الحزب في إعادة البناء. كما يريد الحزب ان يعرف ما سيحل بالحدود وما سيحصل في تحقيقات المرفأ. يريد ان يواكب كل هذه الأمور من الداخل، لانه لا يثق كثيرا بالسلطة الجديدة، عله ينجح في احباط ما يضره، خاصة انه يخشى مؤامرات ما، عليه.

لكن وفق المصادر، الحق والصواب يجب ان يسلكا طريقهما هذه المرة، وان يصار الى اتخاذ القرارات التي فيها مصلحة للبنان، لا لهذا الفريق او ذاك، وهذا ما يجب ان يفهمه حزب الله، وقد تم ابلاغه ان زمن التعطيل والتنفيعات والمخالفات ولى، تختم المصادر.