IMLebanon

السعودية رافعة عربية ودولية وعودتها للبنان تعززها الاصلاحات

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

تتوقف الأوساط المتابعة لمسار التطورات في المنطقة بكثير من الاهتمام عند عودة المملكة العربية السعودية الفاعلة والمتفاعلة الى الساحة اللبنانية، وتعزوها الى جملة اعتبارات تتخطى في ابعادها العلاقة الاخوية ما بين البلدين لتتصل بعزم الرياض على رفض السماح للاتراك ملء الفراغ الإيراني في لبنان وسوريا . حيث بدا دور انقرة محوريا في التغيير الذي حصل في بنية السلطة في سوريا . لذا انطوت زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لبيروت على دلالات سياسية بعيدة المدى بدليل تركيزه على انتظار السعوديين خصوصا والخليجيين عموما خطوات عملية إصلاحية من السلطة اللبنانية تعيد بناء الثقة المفقودة كليا منذ سنوات .

يذكر ان الأمير بن فرحان كان منذ أيام اكد خلال مشاركته في جلسة عامة على هامش منتدى “دافوس ” اننا نريد رؤية إصلاحات حقيقية في لبنان من اجل زيادة مشاركتنا . وان المحادثات التي تجري فيه حتى الان تدعو الى التفاؤل .

جدير أيضا ان اهتمام المملكة بالمؤسسة العسكرية بات مؤكدا من خلال توجهها لمساعدة الجيش اللبناني بتحويله الى قوة قادرة، سواء في الداخل او على الحدود مع إسرائيل. وكذلك مع سوريا لابعاد لبنان عن أي تأثيرات مباشرة يفرضها واقع الصراعات في المنطقة .

عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية يقول لـ “المركزية” ان احوج ما يكون له لبنان اليوم هي العودة الى عمق العربي والخليجي وفي مقدم هذه الدول السعودية التي لطالما شكلت رافعة لنا، دولية ومعنوية، من شأنها ان توفر النهوض للبلد وعودته الى سابق عهده من الازدهار ، على ما اكد الوزير بن فرحان من القصر الجمهوري بعد زيارته الرئيس العماد جوزف عون .

ويتابع : ان تاريخ المملكة كان دائما داعما للبنان ومؤسساته . اليوم، هناك فرصة تاريخية لنعيد لبنان الى الحضن العربي الذي تمثل الحيز الأكبر منه ووجد ترجمة له في الضغط الذي مارسته على المجتمع الدولي لوقف الحرب المدمرة التي خاضتها إسرائيل على لبنان ومن ثم اتبعته بالمساعدات العينية والغذائية للبنانيين النازحين من مناطقهم ومنازلهم بفعل العدوان . علما ان ما حققته الرياض من إنجازات ومشاريع استثمارية وبنيوية لا بد ان يستفيد منه لبنان ان لم يكن في شكل مباشر فقد يكون عبر مئات الالاف من اللبنانيين الذين يعملون في المملكة ويساهمون مما يجنون في اعمار لبنان ومساعدة ذويهم على العيش الكريم .

في المجال السياسي من الطبيعي ان تعمل السعودية كسائر الدول الأخرى على الحفاظ على مصالحها في لبنان وسوريا كما في الدول الأميركية والأوروبية حيث لها وجودها وكلمتها، وان تعمل كرائدة في الشرق الأوسط على دفع الأمور بما يعود بالفائدة لخير دولها وفي طليعتها لبنان الذي لا ينسى مكرماتها المالية ودعمها للجيش اللبناني .