IMLebanon

ضربة منتظرة لإيران ولبنان في دائرة الخطر

كتبت جومانا زغيب في “نداء الوطن”:

تؤشر خلاصة معطيات دبلوماسية توافرت لقيادات لبنانية سيادية، إلى أن المواجهة الحاصلة بين إسرائيل بدعم أميركي وبين محور الممانعة بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تنتهِ بعد، بل ثمة فصول أخرى محتملة في القابل من الأيام أو الأسابيع وإن كانت أخف وطأة من سابقاتها.

في هذا الإطار، لا تستبعد القيادات في أحاديثها ضمن الحلقات الضيقة ومع بعض الزوار المهمين، أن تتلقى إيران تحديداً ضربة نوعية ضمن الشهرين المقبلين، من دون إمكان توقع موعد معين، انطلاقا من أن مثل هذه الضربة توفر الكثير من المواجهات الجانبية، لأنها تستهدف الرأس المحرك لقوى الممانعة في المنطقة، لا سيما في لبنان واليمن، الأمر الذي سيجعل “حزب الله” والحوثيين أكثر طواعية، بإيعاز من إيران التي يهمها كثيراً حماية نفسها من رياح التغيير أو تأخيرها ما أمكن.

صحيح أن محور الممانعة تلقى ضربات قاسية في قطاع غزة ولبنان وسوريا التي انهار نظام الأسد فيها وسقط إلى غير رجعة، لكن الصحيح أيضا أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية والأوروبية المعنية ما زالت على حذرها الشديد، وتعتبر أن لبنان لم يخرج كلياً من دائرة الخطر والاستهداف.

تلفت أوساط دبلوماسية أوروبية، إلى أن قبرص الجارة الأقرب للبنان وسوريا غرباً، لم تغيّر من توقعاتها وحذرها حيال تطورات المنطقة، على الرغم من اغتيال السيد حسن نصرالله الذي كان الوحيد الذي هددها مباشرة، فالإجراءات الاحترازية لم تتبدل كثيراً، وما زال الوصول إلى مطار لارنكا والإقلاع منه محصوراً بمسرب واحد بدلاً من المسربين المعروفين، وذلك حصراً للمحاذير الأمنية، مع انتشار ملحوظ للعناصر الأمنية بشكل ظاهر.

علماً، أن قبرص تنسق بشكل لصيق مع بريطانيا التي تملك قاعدتين كبيرتين في شرق البلاد وغربها، وهما قاعدتا “دكيليا” وأكروتيري، واللتان تم تعزيزهما بأسراب إضافية من الطائرات الحربية الاستطلاعية البريطانية والأميركية التي أدت دورها خلال احتدام الحرب، وبوحدات إضافية من الجنود، فضلاً عن تعزيزات أميركية في جزيرة “كريت” في المتوسط غربي قبرص.

تذكّر الأوساط الدبلوماسية بأن الأمين العام الراحل لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله، كان وجه تحذيراً مباشراً لقبرص في حزيران الماضي قال فيه إنه قد يستهدف قبرص في حال استخدمت مطاراتها في مهاجمة لبنان، وعليه ستتعاطى المقاومة معها على أنها جزء من العدوان.

وقد أبدت في حينه السلطات القبرصية انزعاجاً شديداً من هذا التهديد، ونفى رئيس الدولة افتراضات السيد نصرالله، لكن تلك السلطات لم تبدِ أي خشية، بل أوحت بالاعتماد على المظلة البريطانية الأميركية، علماً أن اسرائيل بحسب المعلومات لم ترسل أي طائرات إلى قبرص، بل اكتفت بإرسال بعض الخبراء الأمنيين والعسكريين للتنسيق، وهو تنسيق يشمل البريطانيين والفرنسيين.

معروف أن لقبرص تاريخاً من الوساطات والمساعي السرية والبعيدة من الأضواء في إطار معالجة الأزمة الشرق أوسطية، ومنها رعاية لقاءات عربية إسرائيلية عدة وعلى فترات مختلفة في أحد الفنادق المعزولة في بلدة في جبال ترودوس.

وتكشف معلومات أن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً تردد أنه الرئيس إسحاق هرتزوغ، زار من دون ضجة إعلامية قبرص وسط إجراءات أمنية مشددة، والتقى الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، وللصدفة عشية انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، علماً أن الرئيس القبرصي زار لبنان والتقى الرئيس عون غداة انتخابه، ما أثار تساؤلات لدى البعض، لكن الأكيد أن الرئيس كريستودوليدس، شاءها زيارة للتأكيد على فتح صفحة جديدة مع لبنان بعد الارتياح إلى زوال التهديد الذي كان يمثله “حزب الله” للجزيرة، ووضع إمكانات قبرص واستعداداتها في تصرف لبنان بما يخدم استقراره، علما أن كوادر “الحزب” يتجنبون زيارة قبرص التي لم تستقبل أساساً إلا أعداداً محدودة جداً من النازحين، بسبب الحرب والاعتداءات الإسرائيلية بخاصة على الجنوب والضاحية.

تعتبر الأوساط الدبلوماسية الأوروبية أن لبنان ما زال معرضاً لاحتمال تنفيذ ضربات تستهدف “حزب الله”، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن يمانع في توجيه غارات وعمليات محددة في لبنان وغير لبنان في الفترة المقبلة إذا كانت مدخلاً واقعياً لتهيئة الظروف أمام انكفاء إيران وأذرعها والدخول في مرحلة تهدئة أقرب إلى هدنة دائمة.