IMLebanon

الشرق الأوسط إلى مرحلة جديدة!

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

فيما بلغت مهلة الستين يوما نهايتها ولم يعلن الجيش الإسرائيلي عزمه على الانسحاب من المناطق التي توغل اليها في الجنوب، لا زالت الاصوات في الداخل الإسرائيلي تتعالى لابقاء القوات الإسرائيلية في بعض الاماكن الحدودية حتى لو اكمل الجيش اللبناني انتشاره في منطقة جنوبي الليطاني بالتعاون والتنسيق مع قوات اليونيفيل. واللافت أنّ ذلك تزامن مع تهديدات متواصلة وآخرها على لسان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي الذي قال اننا سنمنع حزب الله من العودة والتموضع في جنوب لبنان وسنرد على أي خرق.

في السياق، واستكمالًا لما كان اعلنه الوسيط الأميركي اموس هوكستين عن أنّ الانسحاب الإسرائيلي سيحصل في النهاية كشف الاعلام الإسرائيلي ان إدارة الرئيس جو بايدن السابقة وعلى عكس الإدارة الحالية كانت نقلت الى المسؤولين الإسرائيليين رسالة تتعلق بتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وتفيد بأن الجيش اللبناني يسرع انتشاره جنوب نهر الليطاني وانّ واشنطن لا ترى سببًا لبقاء القوات الإسرائيلية جنوبي لبنان إذا واصل الجيش اللبناني انتشاره وان من المهم الا تظهر إسرائيل انها لا تفي بالتزاماتها.

جدير بالذكر أنّ الاعلام الإسرائيلي أشار نقلا عن الاميركيين ان اللاعبين الدوليين والاقليميين يهيؤون الظروف لمرحلة ما بعد انسحاب إسرائيل، اذ اعلن وزير الخارجية الأميركي السابق انتوني بلينكن انه يرى املا بسلام دائم في لبنان وقال: شهدنا انسحاب اكثر من ثلث القوات الإسرائيلية منه منذ وقف اطلاق النار وارى املا في سلام دائم مع لبنان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.

رئيس حزب الوطنيين الاحرار، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب كميل شمعون يرى عبر “المركزية ” أنّ بانتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان وإرساء وقف نهائي لاطلاق النار تطبيقا للقرار 1701 وسائر القرارات الدولية، ثم التوصل اليوم الى اتفاق بين إسرائيل وحماس على تبادل الاسرى مقدمة لوقف العمليات العسكرية وإعادة اعمار غزة إضافة الى اعلان سوريا الجديدة عدم نيتها محاربة إسرائيل، كل ذلك يؤشر لوقف الاعمال القتالية في الشرق الأوسط والانتقال الى مرحلة جديدة لا بد وان تنتهي بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وفقا لاتفاق أوسلو ومبادرة بيروت للسلام. وهو ما تتطلع اليه الولايات المتحدة الأميركية على المدى الطويل والذي كانت وضعت الأرضية له في عملية التطبيع مع دول الخليج وتحديدًا المملكة العربية السعودية والتي تعثّرت بإطلاق عملية طوفان الأقصى. ومن الطبيعي اليوم بعد سقوط خيار الحرب لدى الجميع بمن فيهم إسرائيل العودة الى خيار السلام الذي يتطلب إرادة مشتركة لدى شعوب ودول المنطقة التي تتجه أكثر فأكثر الى مبدأ الاعتراف المتبادل بحق الوجود والعيش الكريم.

ويتابع: “ان الاسراع في إعادة اعمار ما تهدم بفعل الحرب في لبنان وغزة من شأنه أيضًا أن يعجل في نسيان المآسي والأحقاد التي تسببت بها الحرب وينقل الشعوب من حالة القلق وعدم الاستقرار الى حال من الطمأنينة ليومها وغدها ويمهد الطريق الى السلام الذي لا بد وان يقوم على حل الدولتين الذي يمهد للسلام العادل والشامل في المنطقة”.