كتب روجيه نهرا في “نداء الوطن”:
مع اقتراب انتهاء مهلة الستين يوماً، تاريخ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، يبدو أن المشهد على الأرض مختلف تماماً، خصوصاً مع إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قواته لن تكمل انسحابها من جنوب لبنان بحلول مهلة الـ60 يوماً المحدّدة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع “حزب الله”.
الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية لم تتوقف منذ إعلان الهدنة ولغاية اليوم، عمليات تفخيخ المنازل وتفجيرها وإحراق محتوياتها مستمرة، عمليات التوغل البري متواصلة في قرى القطاع الشرقي، ووتيرة التصعيد تخطت كلّ التوقعات والتكهّنات ولا سيما في قرى برج الملوك، كفركلا، الطيبة، عديسة، رب ثلاثين، مركبا، حولا، وصولاً إلى بلدة ميس الجبل في القطاع الأوسط، ناهيك بأعمال تجريف الطرقات وتغيير معالم الأرض خاصة في وادي السلوقي ووادي الحجير وقرى بني حيَان، طلَوسة، القنطرة، الوزاني وغيرها من القرى المتاخمة للحدود مع إسرائيل.
يتساءل أهالي قرى منطقة مرجعيون هل ستنسحب إسرائيل من بلداتهم المدمّرة مع انتهاء مهلة الستين يوماً، أم العكس؟ وإذا كان صحيحاً ما يقال عن أن إسرائيل أبلغت لجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار أنها تحتاج إلى البقاء وقتاً إضافياً في القطاع الشرقي بينما ستغادر نهائياً من القطاعين الغربي والأوسط وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، فإن المنطقة ستدخل في نفق مظلم ومجهول وسيكون المستقبل خطيراً.
ينتظر الأهالي في قرى القطاع الشرقي ساعة الصفر لدخول قراهم مهما كان الوضع، سواء انسحبت إسرائيل أم لم تنسحب، أو إذا سمح لهم الجيش اللبناني بالدخول أم لم يوافق. وقد اتخذ أبناء هذه البلدات قرارهم بالتجمّع صباح الأحد المقبل في القرى المواجهة لبلداتهم تحضيراً للدخول إليها.
يقول ابن بلدة ميس الجبل الشاب حسن لـ “نداء الوطن” سندخل قرانا هذا الأحد لأننا لم نعد قادرين على النزوح وتحمّل مشقات الهجرة القصرية، حان الوقت كي نعود ويجب أن يرحل المحتل الذي دمّر بيوتنا وحرقها وسرق محتوياتها.
أحد أبناء بلدة برج الملوك التي يحتل الجيش الإسرائيلي قسماً منها قال، “لا نستطيع التحرك داخل بلدتنا لأنّ العدو يفرض علينا نظاماً لا يمكن أن نتحمّله، لا نستطيع التحرك بعد الساعة الثانية بعد الظهر أو الوصول إلى أرضنا”.
رئيس بلدية برج الملوك إيلي سليمان قال لـ “نداء الوطن”، المنطقة الشمالية التي تمتدّ من الطريق الشمالية للبلدة باتجاه الخيام يسيطر عليها الجيش اللبناني بينما المنطقة الجنوبية محتلة ويقوم الجيش الإسرائيلي بأعمال التخريب وحرق الممتلكات. وتمنى سليمان انسحاب القوات الإسرائيلية بالتاريخ المحدّد.
الطبيب حسين من بلدة حولا لفت إلى أن أهالي البلدة سيجتمعون صباح الأحد في بلدة شقرا المقابلة لبلدتهم ليتوجّهوا إلى حولا، مهما كان الوضع صعباً.
إمام بلدة كفركلا السيد عباس فضل الله قال: “لم نعد نميّزُ بين مسيحيّ ومسلمٍ، التحمت القلوب والإرادات. نحنُ بانتظار انتهاء مُهلة الستينَ يوماً للعودةِ إلى قُرانا ومُدُنِنَا ولو على أشلاءِ أجسادِنا. ولأنَنا شعبٌ أبيّ ووفي فإننا ننتظرُ من فخامة رئيسِ الجُمهورية الوفاءَ بعهدهِ أثناءَ أدائهِ القسم الدستوري من إعادة الإعمار وفرض هيبة الدّولة وانتشار الجيش اللُبنانيّ وعودة النّازحين”.
على مشارف انتهاء مهلة الستين يوماً، ورفض إسرائيل الانسحاب الكامل، تتجه الأنظار إلى اليوم التالي للمهلة وما سيحمله من تغييرات قد تعيد خلط الأوراق من جديد.