Site icon IMLebanon

مطامع إسرائيلية في مثلث العرقوب وشبعا وجبل الشيخ

كتب عامر زين الدين في “الأنباء الكويتية”:

لم يكن قرار إسرائيل بتأخير الانسحاب من الجنوب والتملص من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار ليشكل مفاجأة كبيرة لدى أهالي المناطق الواقعة على تخوم الحدود معها والمطلة على فلسطين المحتلة، بدءا من قرى العرقوب وتلال شبعا، وصولا إلى مناطق جبل الشيخ.

وبمعزل عن الأسباب التي دفعت إسرائيل إلى اتخاذ خطوة التأخير وعدم الانسحاب ضمن المهلة المحددة والخفايا الكامنة وراء الأكمة، وبغض النظر عن موقف الأهالي الرافضين لتكريس هذا الاحتلال، ومطالبتهم المجتمع الدولي بالتدخل، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا الراعيتين الأساسيتين لتنفيذ الاتفاق، فإنهم يدركون تماما أطماع الاحتلال بتلك المنطقة المشرفة أيضا على شمال الليطاني، والنظر اليها من النواحي الاستراتيجية على المستويين الأمني والاقتصادي على حد سواء.

وقال أحد ابناء كفرشوبا لـ «الأنباء»: «نتابع على مدى الشهرين الماضيين الواقع بشكل دقيق ولحظة بلحظة. ويمعن الاحتلال في خرق السيادة اللبنانية بشكل شبه دائم، مع تسجيل عدوانية مرتفعة في تلك الخروقات، لناحية نسف المنازل وتجريف البساتين وإزالة الطرق، ثم تنفيذ الانسحاب ببطء شديد.. لم يكن بإمكاننا سوى توقع هذه النهاية المفجعة».

وعليه، يخيم الهاجس الأمني على أهالي تلك المنطقة راهنا. ويشير إلى ذلك أحد أبناء الهبارية بالقول «عدنا على ما يبدو إلى مرحلة خطر الانزلاق إلى حرب جديدة، أو استكمال مفاعيل الحرب الأخيرة وتداعياتها، بعدما عشنا مرارة الحروب منذ أواخر ستينيات القرن الماضي وحتى اليوم. وأساسا بعد تحرير العام 2000، استمر الاحتلال قابضا على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لزعمه أنها مناطق سورية تخضع لمفاعيل القرار 242 ومندرجاته. كما لم تدخل المنطقة أصلا ضمن «الخط الأزرق»، الممتد من الناقورة حتى قرية الغجر ضمن الشطر الشمالي اللبناني. وبقيت كأرض متنازع عليها، وسمي حينها هذا الخط بخط الانسحاب».

ويشير المواطن عبدالله بيديه نحو الجبل، مؤكدا انه «يحتوي مخزونا مائيا بكميات ضخمة، تلبي احتياجات كل المنطقة وتستفيد منها إسرائيل. أراضيه خصبة على المستويات الاقتصادية والحياتية والزراعية. وفي الوقت عينه يشكل موقعا عسكريا استراتيجيا، وهو امتداد لأعلى قمة في جبل الشيخ، الذي احتلته اسرائيل قبل فترة غير بعيدة. وبلدة كفرشوبا تحديدا تقع في المنطقة الغربية الجنوبية لجبل الشيخ، وتشكل مثلثا للحدود بين لبنان وسورية وفلسطين. ونصب الجيش الإسرائيلي فيها أحد أهم أبراج المراقبة في كل الشرق الأوسط، وتستطيع عبره مراقبة دمشق بأكملها وصولا إلى الاردن».

وأضاف: «وبغض النظر عن أهميتها لبقية المناطق الجنوبية وجنوب الليطاني صعودا حتى حدود مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم المحتل من الجولان، والتي يعيش أهلها على الزراعة بدرجة أولى من تربية المواشي وقفران النحل، فأهمية هذه المنطقة الاستراتيجية تجعل من الصعب على الاحتلال التخلي عنها والانسحاب منها للأسباب المذكورة. وقد اعتاد الأهالي مواجهة الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة، منذ 1978 وحتى اليوم، وأدى ذلك إلى نزوح أبناء المنطقة مرات عدة لاسيما في أعوام 2000 و2006، والتعرض لشتى أنواع القهر، من قتل، إذ سقط العديد من الضحايا المدنيين، وتدمير وتهجير ونزوح وإحراق الأراضي الزراعية والأحراج».

وختم عبدالله «المسألة في العرقوب كما في جبل الشيخ تختلف عن شمال الليطاني نسبيا، لكننا ننتظر الفرج ولو بعد حين، وهذا ما يقرره المجتمع الدولي».