IMLebanon

الجيش والشعب يُحرجان المقاومة!

كتب رامي نعيم في “نداء الوطن”:

يُعاني “حزب الله” بعد هزيمته أمام إسرائيل. يُحرجه خطاب نصر مزيّف مُجبرٌ على إلقائه بنبرة المنتصر. يُزعجُه موقف أكثرية اللبنانيين غير الآسف على ما لحق به من خسائر. يُقلقه هذا الدعم الدوليّ الواضح لرئيس الجمهورية جوزاف عون غير الموالي لـ”الحزب”. يُحزنه حضور رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى حلقة برنامج “صار الوقت” على شاشة الـ MTV غير خائف من سلاح إيرانيّ خبيث. يربكُه تشكيل حكومة من خارج عباءته السياسية.

لكن، يذكّر على ما يبدو وجود الـ MTV في الجنوب “حزب الله”، بخطيئته الكبرى ألا وهي معركة إسناد غزّة. فيحاول التضييق عليها ومنعها من نقل الحقيقة من جديد. من المؤسف أن “حزب الله” لم يتعلّم من تجاربه الكثيرة وآخرها كارثة دخوله حرباً ضد إسرائيل ومن دون موافقة اللبنانيين بأكثريتهم الساحقة. لم يتعلّم أن من يخالفه الرأي ليس عدوّاً وأن من يقول له أخطأت ليس صهيونياً ولا عميلاً. نصحته الـ Mtv بعدم دخول الحرب فردّ لها النّصح بالترهيب وبالتخوين. طالبته بالالتزام بالدستور فاعتبر مطالبتها عدواناً.

إن “حزب الله” في مأزق. ولا يُخرجه منه إلا أمران: استمرار الاحتلال الإسرائيلي أو تسليم سلاحه إلى الجيش اللبناني.

الخيار الأول، لا يبدو قائماً خصوصاً بعدما ظهر أمس أن الجيش والشعب هُما المقاومة الفعلية، وأن إسرائيل تصبح أوهنَ من بيت العنكبوت حين يصدح صوت الشرعية لا أصوات المَحاور. فما حدث في الجنوب اللبناني أمس كان إشارة واضحة لـ”حزب الله” إلى أن من يحرر هو الدولة اللبنانية وليس أي ميليشيا حزبية أو طائفية. أما الخيار الثاني، وهو تسليم “حزب الله” سلاحه إلى الجيش اللبناني، فهو بنظر “الحزب” انتحار، وبنظر من يريدون استمرار “الحزب” حبل الخلاص الوحيد.

عاجلاً أم آجلاً، لا يملك “حزب الله” خياراً سوى تسليم السلاح بعدما أُقفلت معابر التهريب من إيران، وبعدما قُضيَ على معظم هذا السلاح، كما قضيَ على قادة “حزب الله” بالتحديد.

إن استمرار “حزب الله” في سياسة المكابرة لا يغيّر في المعادلة شيئاً، بل سيؤدي مع مرور الوقت إلى شرخ كبير في البيئة الشيعية التي لم تعد تحتمل سياسات غير لبنانية تستعملها وقوداً لتحقيق مكتسبات.

إن خيار إسرائيل البقاء في جنوب لبنان تملكه إسرائيل. أما خيار تسليم “الحزب” سلاحه فيملكه “حزب الله”. ومن هنا فإن قرار نجاة “الحزب” بيده وليس بيد الآخرين.