كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
إبان التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله قبل شهرين، لانهاء الحرب الاسرائيلة العدوانية على لبنان، وعد الوسيط الاميركي السابق اموس هوكشتاين، انه في اليوم الستين ، من بدء الاتفاق، سيكون الجيش الاسرائيلي خارج الاراضي اللبنانية نهائياً.
هذا الموقف الاميركي طمأن الجانب اللبناني نسبياً، كونه يصدر عن ممثل الولايات المتحدة الأميركية، كونها الدولة الوحيدة التي تستطيع التأثير على الدولة العبرية، للالتزام بتنفيذ الاتفاق بحذافيره والانسحاب من الاراضي اللبنانية، انطلاقا من الدعم السياسي والمالي والعسكري الكبير، الذي تقدمه لإسرائيل في حروبها المتعددة بالمنطقة، وحتى خوض الحروب إلى جانبها والدفاع عنها مباشرة، كما حصل في المواجهة مع ايران وصدّ الصواريخ والمسيّرات التي تطلق من اليمن على المواقع والأهداف العسكرية الإسرائيلية.
ولكن قبل أيام من حلول موعد انتهاء مدة الستين يوما، أعلنت إسرائيل انها لن تنسحب من الاراضي اللبنانية في الموعد المحدد، وهي بصدد البقاء في مواقع محددة، داخل الاراضي اللبنانية، تارة بذريعة التحقق من ازالة ما تبقّى من مواقع ومستودعات اسلحة حزب الله جنوب الليطاني، وتارة اخرى للحفاظ على امن المستوطنات الإسرائيلية، وغير ذلك من الحجج الهادفة لتبرير استمرار احتلالها للأراضي اللبنانية، واشارت الى انها على تواصل مع الإدارة الاميركية الجديدة لمناقشة هذاالأمر معها.
أظهر استمرار الجيش الإسرائيلي لبعض مناطق الجنوب اللبناني، ان إسرائيل لا تحترم اتفاق وقف اطلاق النار، التي وافقت عليه برعاية اميركية، وانه يواجه برفض قاطع من ابناء الجنوب واللبنانيين كافة، كما حصل بالساعات الماضية، ويفتح الأبواب على مواجهات وعمليات مسلحة ضد هذا الجيش، واعادة عقارب الساعة إلى الوراء، في حين لم يصدر عن واشنطن، اي موقف واضح يضع حدا لهذا التلكؤ الإسرائيلي، ويضغط لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي بشكل كامل من الاراضي اللبنانية.
لم يتحقق وعد هوكشتاين بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية في اليوم الستين لاتفاق وقف النار، كما أبلغ المسؤولين اللبنانيين بذلك ، ما يؤشر لنوايا إسرائيلية مبيتة ضد لبنان، تحت الذرائع المعلنة، في حين ينتظر الجميع أن تصدر الادارة الاميركية، موقفا حاسما، من استمرار الجيش الإسرائيلي في بعض المواقع التي ما زالت فيها داخل الأراضي اللبنانية، باعتباره مؤشرا لتأييد مطالب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للاستمرار باحتلال هذه المواقع العسكرية، او تاكيدها الالتزام بمضمون اتفاق وقف اطلاق النار والانسحاب فورا من الاراضي اللبنانية، لتفادي اهتزازات وتداعيات خطيرة ، تؤثر على مسار التغيير السياسي الذي رعته الادارة الاميركية في الداخل اللبناني، وعلى تنفيذ باقي بنود اتفاق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي رقم ١٧٠١.