IMLebanon

الانسحاب الاسرائيلي مشروط بتفكيك الحزب؟!

كتبت ماريا خيامي:

تشهد الساحة اللبنانية تحولاً بارزاً في التعاطي الدولي مع أزماتها، حيث برز الموقف الأميركي الأخير كعامل حاسم في إعادة رسم موازين القوى، خاصة بعد تأكيد الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس ضرورة تشكيل حكومة مستقلة خالية من أي تأثير لحزب الله.

ويضع الموقف الأميركي القادة اللبنانيين أمام اختبار جدي في ظل الضغوط الدولية المتزايدة، إذ بات انسحاب إسرائيل مرتبطاً بالتزام لبنان بالقرار 1701، ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة قد تعيد رسم المشهدين السياسي والأمني في البلاد.

إلى ذلك، أكد رئيس “لقاء سيدة الجبل” فارس سعيد في حديث لموقع IMLebanon، أن الحكومة اللبنانية لا ينبغي أن تخشى مواجهة محاولات حزب الله لفرض شروطه، إذ إنه من الضروري عدم الاعتماد على ظهور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس في لبنان بصورة متكررة.

وأوضح سعيد أن الموقف الأميركي الأخير الذي عبّرت عنه نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، شكل نقطة تحول حاسمة في مقاربة واشنطن للملف اللبناني، حيث أعلنت الإدارة الأميركية الجديدة موقفاً واضحاً يتمثل في دعم إسرائيل وشكرها على تفوقها على حزب الله، بالإضافة إلى اتخاذ قرار قاطع بقطع العلاقات مع الحزب وإيران في لبنان.

وأشار سعيد إلى أن تشديد أورتاغوس على عدم مشاركة حزب الله في الحكومة الجديدة وضع رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس المكلف نواف سلام أمام خيار وحيد يتمثل في تشكيل حكومة مستقلة تماماً، خالية من أي وصاية داخلية أو خارجية.

وأكد أن أي محاولة للتلاعب بالموقف الأميركي أو التذاكي على حسابه ستؤدي إلى نتائج كارثية على لبنان، نظرًا لعدم إمكانية عمل أي حكومة لبنانية بمعزل عن المجتمع الدولي.

وتناول سعيد تساؤلات عدة بشأن إمكانية عودة أورتاغوس إلى لبنان خلال الأيام المقبلة لمعالجة طلب التمديد الإسرائيلي، مشيراً إلى أن زيارة الموفدة ليست مرتبطة بموعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وأوضح أن الانسحاب الاسرائيلي يعتمد بشكل أساسي على قدرة الجيش اللبناني على تنفيذ وقف إطلاق النار ومصادرة أسلحة حزب الله، بحيث تظل تلك الأسلحة بحيازة الجيش من دون أي ارتباط مع الحزب، مما يعني أن انسحاب إسرائيل ليس نتاج رغبة من جانبها بل هو نتيجة لقدرة لبنان على ضمان تنفيذ القرار.

وعن صورة أورتاغوس مع الصاروخ، اعتبر سعيد الصورة دليلاً على انتهاء دور حزب الله في لبنان، مؤكدًا أن هذا التصرف يعكس موقفاً أميركيًا حازمًا يقضي بالقضاء كلياً على بنية الحزب العسكرية والسياسية، موضحا أن هذا التحول سيؤسس لاحقاً لدور أميركي جديد في لبنان يهدف إلى تفكيك البنية العسكرية لحزب الله، بالإضافة إلى الحد من تأثيره السياسي.

وأشار سعيد إلى أن الحكومة الجديدة ستتيح للمؤسسة العسكرية دوراً أكثر فاعلية في مواجهة التحديات الأمنية، وهو ما يُعد خطوة نحو إعادة توزيع موازين القوى في لبنان، لافتا إلى أن أورتاغوس بدورها دشنت الزمن الأميركي الجديد من بيروت، منتظرة تطوراً يؤدي إلى إعلان بيروت إنهاء سلاح حزب الله، في خطوة من شأنها تغيير المشهد السياسي والأمني في البلاد.

إشارة إلى أن الموفدة الأميركية نقلت للرئيس عون رسالة مفادها أنها لم تشهد من قبل هذا الحماس بشأن مستقبل لبنان، معتبرةً أن الهزيمة العسكرية السابقة لحزب الله أمام إسرائيل دليل قاطع على انتهاء عهد ترهيبه في لبنان والعالم.

في ظل هذه التطورات، يبقى مستقبل لبنان مرهونًا بقدرته على التكيف مع التغيرات الإقليمية والدولية والتعامل بجدية مع المطالب المطروحة، سواء على مستوى تشكيل حكومة مستقلة أو ضبط الوضع الأمني. ومع تصاعد الضغوط الأميركية والدولية، تبدو المرحلة المقبلة حاسمة في تحديد مسار البلاد، وسط تساؤلات حول مدى استعداد القوى السياسية لاتخاذ خطوات جريئة تواكب التحولات الإقليمية والدولية.