IMLebanon

احتمالات ضرب ايران تكبر اذا لم تنضبط!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

كشفت تقارير استخباراتية أميركية أمس أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات جوية واسعة النطاق على المنشآت النووية الإيرانية هذا العام، مستغلة ضعف طهران، وفقا لما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين مطلعين. ووفقا لتقييم استخباراتي، أُعد في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، فإن إسرائيل تخشى تضييق نافذة الفرص لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، ما قد يدفعها للضغط على إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب لدعم الضربات المحتملة. وأفاد التقرير بأن إسرائيل تعتبر إدارة ترامب أكثر استعدادا للانضمام إلى أي هجوم مقارنة بالإدارة السابقة، خاصة وأن أي استهداف للمواقع النووية الإيرانية، المحصنة تحت الأرض، سيحتاج إلى دعم عسكري أمريكي وإمدادات ذخائر. ورغم رفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التعليق، أكد مسؤولون إسرائيليون مرارا أن إيران باتت أكثر عرضة للضربات العسكرية. وفي هذا السياق، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في تشرين الثاني الماضي بأن “لدينا فرصة لتحقيق هدفنا الأهم، وهو إحباط وإزالة التهديد الوجودي الذي يواجه إسرائيل”.

في المقابل، تهدد إيران منذ اشهر بالرد على أي استهداف لمنشآتها النووية، في حين يبدو لم تعد متحمسة لخيار التفاوض مع واشنطن، حيث اعتبر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي منذ ايام أن المفاوضات مع الولايات المتحدة لن تحلّ مشاكل البلد، بحسب وكالة “فرانس برس”. وقال خلال اجتماع بقادة سلاح الجو في الجيش “لا بدّ من فهم المسألة على نحو صحيح: ينبغي ألا يدّعوا أنه إذا ما جلسنا على طاولة المفاوضات مع هذه الحكومة الأميركية، فإن المشاكل ستحلّ”، مؤكّدا أن “ما من مشكلة ستحلّ بالتفاوض مع أميركا”. وأوضح أنّ إجراء محادثات مع الولايات المتحدة ليس ذكياً ولا حكيماً ولا مشرفاً والتجربة أثبتت ذلك مشيرًا الى أنّه إذا هاجم الأميركيون أمن الشعب الإيراني فسنهاجم أمنهم دون تردد. وقال “إذا ما هدّدونا، فسوف نهدّدهم. وإذا ما نفّذوا وعيدهم، فسوف ننفّذ وعيدنا. وإذا ما مسّوا بأمن أمّتنا، فسوف نمسّ بأمنهم بلا تردّد”.

التصعيد الاسرائيلي والمعطيات الاعلامية المذكورة اعلاه، معطوفا الى تشدد الجانب الايراني من جهة، والى مضامين اجتماع الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في واشنطن منذ ايام من جهة ثانية، تجعل مسألة ضرب ايران جدية، ويجعلانه خيارا واردا وبقوة، يتقدّم على كل الخيارات الاخرى الدبلوماسية الطابَع، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فالرجلان اللذان يعيدان رسم المنطقة كما يناسب مصالح دولتيهما، ولو مهما كلف الثمن، ليسا بعيدين بتاتا عن التخلّض من كل ما يعيق خططهما. عليه، نبرة ايران التي فيها استفزاز وتصعيد واضحين، لن يكون الرد عليها لا هادئا ولا تسوويا ، تقول المصادر، بل سيُشبه ما حل بحزب الله وبالنظام السوري المخلوع، وما يطرحه ترامب لفلسطينيي غزة، أي انه سيكون موجعا ومؤلما. فهل ستستمر ايران بلعبة “الرولات” مع واشنطن وتصر على “كباش” مع الاميركيين واسرائيل معتبرة ان يمكن لهما غلبهما؟! اذا لم تتعظ مما حصل في الاشهر القليلة الماضية، العملية العسكرية ضدها ستكون أقرب من اي وقت مضى، تختم المصادر.