اعتاد اللبنانيون أن يسمعوا انتقادات لاذعة لأداء مصلحة تسجيل السيارات والآليات في لبنان- “النافعة” نتيجة الفساد والسمسرات التي لطالما حكمت عملها طوال عقود.
وبعد إقفال “النافعة” وملاحقة أكثرية الموظفين فيها باستثناء قلّة، حاولت الحكومة السابقة إعادة إطلاق عملها بعدما تراكمت المعاملات غير المنجزة، من تسجيل السيارات والآليات الى إصدار دفاتر السوق وغيرها.
ولم تنجح كل المحاولات حتى استلام الرائد محمد عيد، شقيق الرائد الشهيد وسام عيد، إدارة “النافعة”. إذا ومع استلام عيد حتى تغيّرت أحوال “النافعة” رغم كثرة التحديات والعراقيل والمعرقلين من الراغبين في إزاحته لتأمين مصالحهم. لكن الرائد محمد عيد بإصراره ومثابرته وسهره لتأمين المصلحة العامة تمكن وبما يشبه “الأعجوبة” من إعادة “النافعة” الى عملها على السكة الصحيحة، وأعاد فتح فروع “النافعة” رغم كل المشاكل والصعوبات وغياب الموظفين، وأعاد تسيير العمل بتسجيل السيارات والآليات رغم تغييب متعمد للموازنة والمشاكل مع الشركات وغيرها، كما أعاد إطلاق امتحانات السوق وإصدار رخص القيادة بعد توقف لأكثر من عامين وتراكم طلبات لأكثر من 170 ألف شاب وصبية لبنانيين كانوا يقودون من دون رخص.
يمكن القول بكل ضمير مرتاح إن الرائد محمد عيد نجح في أصعب مهمة وفي أكثر دوائر الدولة تعقيداً وتشعّباً والتي تشهد تضارب مصالح لا تنتهي، وذلك رغم كثرة الحملات التي طالته. ويشهد اليوم القريبون كما البعيدون وكل من ينجز معاملات في “النافعة” بأنها باتت “نافعة” وإن كانت خطط التطوير لا تزال موضع متابعة حثيثة من عيد لإيصال هذه المؤسسة العامة الى حيث يجب أن تكون في بلد كل مؤسساته منهارة.
استطاع الرائد محمد عيد أن يربح التحدي الأصعب في “النافعة”، ويؤمل مع الحكومة الجديدة أن يتم تسهيل العمل أكثر فأكثر لتثمر كل الجهود مع فريق عمله في تحقيق كل الإنجازات المخطط لها… فهنيئاً بهذا الأداء الذي تحول نموذجاً مشرقاً في زمن مظلم!